بكين 5 ديسمبر 2012 / انتهز شي جين بينغ سكرتير عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني فرصة أول اجتماع له مع ضيوف أجانب منذ انتخابه اليوم (الأربعاء) للتشديد على أن الصين تسعى للتنمية السلمية دون أن تضر بمصالح الدول الأخرى.
وقال شي لمجموعة من الخبراء الأجانب العاملين في الصين "تمضي الصين على مسار التنمية السلمية" ،مضيفا ان تقدم الصين ليس أنانيا ولا يضر الدول الأخرى.
وتابع شي إن رغبة الصين في التنمية لا تشكل تحديا أو تهديدا لأي بلد آخر أو العالم ككل.
واستطرد شي الذي يرأس أيضا اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني قائلا "لن تسعى الصين أبدا للهيمنة أو التوسع".
وأضاف إن الصين كلما تطورت كان هذا مساعدا على دعم السلام والتنمية في العالم.
كما قال إن الصين لا تعد فقط مدافعا نشطا وانما طرف أساسي في التعاون متبادل النفع في العالم وملتزمة بالتعاون العملي مع جميع الدول وتوفير المساعدة للدول النامية قدر المستطاع.
وقال إن الصين باعتبارها دولة نامية وفرت مساعدات لأكثر من 160 دولة وأكثر من 30 منظمة عالمية واقليمية معظمها في دول نامية منخفضة الدخل في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والكاريبي وشرق أوروبا.
وقال إن العالم أصبح مجتمعا دوليا يتشارك فيه الجميع نفس المصير ولا يمكن لأية دولة أن تزدهر بمفردها دون الاخرين ،لذا يجب أن تحرص كافة الدول على تنسيق الجهود من أجل مواجهة الوضع الاقتصادي المعقد حاليا وغيره من المشكلات العالمية.
ودعا لشراكة دولية أكثر توازنا وعدلا من أجل ضمان المصالح المشتركة لكافة البشر.
وخلال الاجتماعات أكد شي أيضا سياسة الصين "الثابتة" للانفتاح وتعهد بأن تواصل "فتح أبوابها للخارج" من أجل زيادة التنمية.
وتابع إنه منذ تبني سياسة الاصلاح والانفتاح قبل أكثر من 3 عقود حرصت الصين على الاندماج بشكل ثابت في الاقتصاد العالمي.
واستطرد أن الصين لها تأثير هام الآن على الرخاء في العالم بسبب وضعها نظرا لأنها ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مصنع ومصدر ومالك لاحتياطي النقد الأجنبي وبفضل وتيرة التنمية السريعة.
كما قال "ندرك جيدا أن الصين لا زالت دولة نامية تواجه تحديات خطيرة على الرغم من التقدم الكبير الذي تم تحقيقه".
وقال للخبراء في قاعة الشعب الكبرى إن الشعب الصيني لا يشعر انه أفضل أو أقل من غيره وانه مستعد للتعلم من الدول الأخرى.
كما قال مقتبسا حكمة صينية قديمة "الإنسان يخسر بالتكبر ويكسب بالتواضع".
وقال إن الصين لا يمكن أن تحقق النجاح في التنمية وأبوابها مغلقة"ومسارنا مدعوم من الشعوب حول العالم".
وقال الزعيم الصيني "من أجل تحقيق الأهداف التي حددناها نحتاج لفهم ودعم شعوب العالم إلى جانب العامل الرئيسي في الشعب الصيني وهو العمل الجاد".
وأعرب عن امتنانه وترحيبه بالخبراء الأجانب من كافة التخصصات للمشاركة في حملة التحديث في الصين.
الاستعداد لسماع النصائح
واقتبس شي قول كونفوشيوس الشهير "إذا كان 3 منا يمشون سويا فواحد من الاثنين الآخرين على الأقل يمكن أن يصبح معلمي" وقال إنه مستعد لسماع كافة الاقتراحات من الخبراء.
حضر الاجتماع 20 خبيرا أجنبيا في قاعة الشعب الكبرى.
وخلال الاجتماع اقترح بدرو نوينو وهو خبير اسباني في إدارة الأعمال أن تحث الصين على الابداع في الشركات وأن تسعى لتعزيز تنمية أنشطة رأس مال المخاطرة .
وقالت كاثرينا كوهس-هوينغاوس أستاذة الكيمياء الألمانية إن الصين في حاجة لتحسين البيئة الاكاديمية من أجل تعزيز الشركات متعددة الاختصاصات ومساعدة الشباب في التسلح بالعزم والإدارة للسعي للحقيقة والابداع.
كما قدم مفكرون آخرون مقترحات في مجالات مثل حماية البيئة ومشاركة منتجات المزارع الصينية في السوق العالمية.
وقال شي إنه سيدرس بعناية تلك الاقتراحات التي أشاد بها ووصفها "بالملهمة".
شارك في الاجتماع مفكرون متخصصون في شتى المجالات التي تشمل الرياضيات والتصنيع والقانون والدبلوماسية من 16 دولة متقدمة ونامية.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn
