تعليق: هل الولايات المتحدة تريد توسيع فضاء الحرب السيبرانية ؟

أصدرت شركة "مانديانت" الأمريكية للأمن الإلكتروني قبل بضعة ايام تقريرا جاء فيه إن بعض الوكالات الحكومية والشركات الأمريكية تعرضت لهجمات إلكترونية متكررة شنها قراصنة صينيون من الجيش، مما اثار اهتمام الراي العام العالمي. والسؤال المطروح هنا، ما غرض شركة "مانديانت" ووسائل الاعلام ذات الصلة من هذه الاتهامات؟

قال شين شان يي دكتور في معهد الشؤون العامة بجامعة فودان الصينية أن هذه الظاهرة مثيرة للاهتمام، حيث أن كاتب التقرير الذي نشرته شركة "مانديانت" الأمريكية للأمن الإلكتروني اصلا من فرع المخابرات الجوية الامريكية، ثم أصبح مسؤول شركة لوكهيد مارتن الأمريكية عملاق صناعة الأسلحة وشركة "مانديانت" الأمريكية للأمن الإلكتروني، بالاضافة الى أن شركة لوكهيد مارتن لصناعة الاسلحة اصبحت اكبر منتجين الاسلحة في الولايات المتحدة ومقاولي وزارة الدفاع في مايو 2011. ما أدى في وقت لاحق الى ظهور متكررلاتهام الصين بأنها وراء الهجمات إلكترونية التي يش القراصنة.

إن التقرير الذي نشر قريبا لايختلف كثيرا عن سابقه الا أنه اضاف بعض التفاصيل الخادعة لزيادة مصداقيتها ،مثل أن وحدة من جيش التحرير الشعبي الصيني، مقرها شانغهاي، هي من نفذت هذه الهجمات.

وقال الدكتور شين شان يي، أن التقرير قدم تفاصيل خاطئة، ويمكننا أن نكشف ذلك من خلال المقالات الكثيرة مأخوذة من الانترنيت. حيث يمكننا التكهن بأن التقرير قد استند الى معلومات على شبكة الانترنت.وأوضح شين شان يي ذلك في اشارة البنتاغون الى مقال من الخيال العلمي " سرطان البحر في اعماق البحار" نشر على موقع جامعة شينغوا للحديث عن تطوير الصين بنجاح لغواصات الهجوم، ونشر المقال في عمود احد وسائل الاعلام كديل على أن الصين تريد تغيير سياسة عدم البدء في استخدام الاسلحة النووية.

ويعتقد شين شان يي أن وزارة الدفاع الامريكية بحاجة الى اسباب معقولة لاقناع الراي العام، اذا أرادت توسيع الحرب السيبرانية (الاكترونية) الى شركات صناعة الاسلحة الخاصة و المشاريع البحثية.واصبحت المصالح التجارية المحرك القوي للمجتمعات،وإن دفع الولايات المتحدة بالشركات ذات الصلة لمساعدتها على مواجهة العدو،والتهديدات الارهابية، يتم تحديد ذلك بواسطة ميزانية الحكومة الامريكية المقررة.

وقال شين شان يي أن التقارير الامريكية المتكررة عن تهديد قراصنة صينيين لامن المعلومات الامريكية،في الحقيقة هو نقص الثقة الاستراتيجية الامريكي اتجاه الصين والقلق من تهديدات الامن القومي.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/