مقالة: الصين تكافح الفساد بشفافية اكثر

بكين 24 سبتمبر 2013/ أصبحت سلطات الانضباط في الصين أكثر شفافية وانفتاحا على المواطنين، ومن شأن ذلك ان يحسن جهود مكافحة الفساد بشكل واضح.

كشفت اللجنة المركزية لفحص الانضباط التابعة للحزب الشيوعي الصيني ووزارة الاشراف (الاحد) الماضي عن عملية للتعامل مع تعليقات المواطنين وشكواهم في مسعى منها لمساعدة المبلغين في التعاون بشكل أفضل مع سلطات الانضباط.

تأتي هذه الخطوة بعدما أطلقت اللجنة المركزية لفحص الانضباط ووزارة الاشراف موقعا رسميا ونشرتا تفاصيل مؤسستيهما وهيكلهما للمرة الاولى في التاريخ في وقت سابق من هذا الشهر، ما يجعل هيئة مكافحة الكسب غير المشروع التي كانت متحفظة فيما مضى، أكثر شفافية امام العالم الخارجي.

وهذه الجهود لن تساهم فى تحسين شفافية المؤسسة وصورتها العامة فحسب،وانما تظهر ايضا تصميم السلطات المركزية على مكافحة الفساد وتحسين عملها في هذا الصدد. كما تعد استجابة من السلطات لجهود مكافحة الفساد التي يقوم بها المواطنون العاديون على الانترنت.

وتتبنى القيادة الصينية المزيد من القنوات مثل الانترنت لتقوية جهود مكافحة الفساد، حيث عوقب عددا من المسؤولين رفيعي المستوى او وضعوا رهن التحقيقات بعدما فضحهم المبلغون على الانترنت.

وقد اجريت تحقيقات مع ليو تيه نان النائب السابق لرئيس اللجنة الوطنية للتنمية والاصلاح بعدما كشف احد الصحفيين عن ارتكابه انتهاكات اقتصادية.

وفي قضية اخرى، حكم على يانغ دا تساي المدير السابق لادارة سلامة العمل في مقاطعة شانشي بالسجن 14 عاما في وقت سابق من هذا الشهر لاتهامه بتلقي رشاوي. وتم كشف فساده بعد ان نشر مستخدمو الانترنت صورة له وهو يبتسم على مشهد حادث مروري مميت، ثم سلسلة من الصور وهو يرتدى ساعات يد باهظة الثمن.

ورغم ان الانترنت اصبح مصدرا جديدا واداة لجهود مكافحة الفساد، ظهرت له تأثيرات جانبية ايضا.
فقد كشفت العديد من الحالات ان جهود مكافحة الفساد على الانترنت التي يكشف عنها مواطنون عاديون ربما تؤذي ابرياء، بينما اهدرت بعض الشائعات التي ليس لها اساس من الصحة بشأن الفساد، وقت وموارد سلطات الانضباط وأججت اجواء اجتماعية سلبية لا حاجة لها.

وتساهم مشاركة هيئة الانضباط مع ما يجري على الانترنت فى تسهيل عمل مكافحة الفساد، وفي نفس الوقت يجعل جهود مكافحة الفساد التي يقوم بها مواطنون عاديون على الانترنت اكثر مصداقية.

وخلال عملية التعامل مع قضايا الفساد، تصرفت سلطات الانضباط والهيئات القضاية بشكل أكثر شفافية. وقد خضع وزير السكك الحديدية السابق ليو تشي جون وأمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني السابق لبلدية تشونغتشينغ بو شيلاي لمحاكمة مفتوحة خلال الايام الاخيرة. كما تم الكشف عن قضايا يانغ دا تساي واخرين على الانترنت وتم التعامل معها بصراحة.

وفي عصر الانترنت، لم تصبح شفافية سلطات الانضباط امرا قابلا للتطبيق فحسب، وانما ضرورة.

/مصدر: شينخوا/