تعليق: الصين تركز على ضمان الأمن القومي

تعتزم الصين إقامة لجنة لأمن الدولة وتحسين النظام والاستراتيجيات لضمان الأمن القومي، وفقا لبيان صدر بعد اختتام الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية للحزب الشيوعي ال18 مباشرة. ويشير ذلك إلى أن الصعود المستمر للصين جعلها تحتاج إلى معايير جديدة في الأمن الوطني. كما تعكس القرارات الكبيرة التي تشمل إستراتيجية الابتكار والوضع الشامل التغيرات في الرؤية والابتكارات الجريئة للقيادة الجماعية المركزية الجديدة، والأهمية التاريخية والأثر الاستراتيجي البعيد المدى.

وكأي دولة كبيرة تحتاج إلى أجهزة معايير السلامة مثل حاملات الطائرات والغواصات النووية ، جيل جديد من المقاتلات، وهناك برامج وآلية أيضا، مثل لجنة لأمن الدولة الذي سوف تشنؤه الصين قريبا. وفي منظور عالمي، أصبحت لجنة لأمن الدولة معيار الدول الكبرى. وقد أنشئت لجنة "الأمن القومي" الأمريكي عام 1974م تحت " قانون الأمن القومي". وأنشأت روسيا وفرنسا والهند وغيرها من البلدان الأخرى مؤسسات مماثلة، وبعد عدة سنوات بدأت إجراءات إنشاء مؤسسة مماثلة في اليابان تتخمر.

أقامت الصين لجنة لأمن الدولة في الوقت المناسب. فبعد انتهاء الحرب الباردة لا يزال الوضع الدولي يشهد تغيرات عميقة وشديدة، لكن الصين لم تنهار ولم تتخلف، إلا أن قفزة الصين لثاني اكبر اقتصاد في العالم، جعل التنمية في الصين تواجه سلسلة من التحديات والصعوبات، ومن الضروري وجود هيئة قوية تضمن أمن الدولة لضمان عدم فقدان الفرصة الإستراتيجية وعدم تعرضها للضرر من العوامل الطارئة الخارجية. وقد انتقل مفهوم الأمن الوطني من الدبلوماسية التقليدية إلى الدفاع والمجالات العسكرية وامتدت إلى الاقتصاد والمال والطاقة والعلوم والتكنولوجيا والمعلومات والثقافة والمجالات الاجتماعية وغيرها، كما أصبحت مواضيع الأمن الوطني متنوعة ايضا، حيث تحول منذ وقت مبكر من مجرد دبلوماسية وأمن ودفاع. بالإضافة إلى ذلك، فإن القوة الوطنية في الدول الكبرى لا تشمل القوة الاقتصادية والمالية والتكنولوجية والعسكرية فقط، بل تنعكس أيضا على القدرة على صنع القرار وتنفيذه والتنسيق بين الشؤون الخارجية والأمن الوطني.

إن الهيآت وآليات الصين التقليدية باتت غير قادرة على تلبية احتياجات الوضع الجديد. وأن مكافحة الإرهاب وحماية أمن الدولة يحتاج إلى هيئة أمنية وطنية تملك سلطة وقدرة تمكنها من التنسيق مع مختلف الدوائر المعنية لرفع قدرة التأمين والتعامل مع قضايا الأمن الوطني التي تزداد تعقيدا وخطورة،و لإجراء دراسة دائمة وإقرار التقارير ومواجهة بعض الأمور اليومية أو الأمور الطارئة التي تهدد أمن الدولة،كما قد تشمل هذه الهيئة الأقسام الحيوية بما فيها الدوائر الدبلوماسية والأمنية والشؤون التجارية الخارجية وتتبع لقيادة البلاد مباشرة.

إن إنشاء الصين لجنة لأمن الدولة قد تخمر لفترة طويلا وحان موعد تنفيذه. وطالما شددت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني على التنسيق بين المواقف المحلية والدولية، وركزت دائما على ابتكار دبلوماسية جديدة، والتكتيكات والتصميمات للأنظمة العليا، وإن تحول تركيز الصين من التنمية الوطنية إلى أمن الدولة عملية لا مفر منها. حيث يساعد هذا النظام المبتكر التنسيق بين شؤون أمن الدولة داخليا وخارجيا. كما سوف يغير إنشاء لجنة لأمن الدولة مفهوم الأمن الوطني المجزأ، وتقليص الهوة بين الإدارات الرئيسية، التي لا يمكن التواصل والتنسيق إلا بالاندماج بشكل فعال وتعزيز وضع القرارات السياسية والتنسيق بين الدوائر الدبلوماسية والأمنية، والعمل على توحيد بين مفاهيم المختلفة لأمن الدولة، لخلق تعاون فعال. وستركز لجنة لأمن الدولة على الارتقاء الاستراتيجي على المدى الطويل للقضايا أمن الدولة الكبرى، والتحول من التركيز على مبادرة صنع قرارات الأمن الوطني وتنفيذه والتوقيت والتنسيق ليصبح المركز العصبي في صنع القرار تحت قيادة القيادة المركزية.

إنشاء لجنة لأمن الدولة يعكس حقبة جديدة من إستراتيجية الثقة بالنفس للصين، وإضافة ضمانات جديدة للنهوض السلمي للصين. وإن هذه المبادرة لن تسعى للهيمنة على العالم، ولكن من أجل تحسين النظام والاستراتيجيات لضمان الأمن الوطني، والقدرة على الاستفادة من الفرصة الإستراتيجية للتنمية من أجل التنمية السلمية الأفضل .كما يعتبر إنشاء لجنة لأمن الدولة ليس سوى خطوة أولى سوف ينمو في التشغيل. ولكن لا شك أنه سوف يرفع من الروح المعنوية ويخلق وضع جيد للأمن الوطني، ويزيد من فرص الفوز المشترك للصين والعالم.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/