بكين 26 نوفمبر 2013/مرة أخرى.. ولن تكون الأخيرة، تبرز حكمة الدبلوماسية الصينية ومبدئية ثوابتها ومبادئها الخمسة للتعايش السلمي في التعامل مع مختلف القضايا الدولية، هذه المبادئ التي تقوم على أسس من الاحترام المتبادل والإصرار على أن الحل السلمي والتفاوضي، دائماً ما يكون الحل "الأنجح" و"الأسلم" و "الأقل" خسائر بالنسبة لجميع الأطراف المختلفة على أمر ما.
لقد ثبت بالدليل القاطع صوابية موقف الصين من الملف النووي الإيراني منذ البداية. فبعد أكثر من عشر سنوات "عجاف" من "ماراثون المفاوضات الشاقة" بين مجموعة الخمس زائد واحد من جهة، وإيران من جهة أخرى، تم التوصل أخيراً لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني ، الأمر الذي وصفه وانغ يي وزير الخارجية الصيني بأنه "خطوة أولى هامة" نحو التوصل لحل دبلوماسي للقضية، مثمناً المواقف المرنة والبراجماتية من كافة الأطراف للحفاظ على نظام حظر الانتشار النووي في العالم، والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط من جهة، ودعم إقامة أنشطة طبيعية لكافة الأطراف مع إيران وتحسين مستوى معيشة شعبها من جهة أخرى.
وفيما وصفت الصين على لسان تشين قانغ المتحدث باسم الخارجية الصينية الاتفاقية بأنها "مجرد بداية فحسب" تستوجب التزام الأطراف المعنية بالوفاء بمسؤولياتها والتزاماتها حسب نص الاتفاق ، لأن الطريق ما يزال طويلاً لحل هذه القضية. تباينت المواقف والتصريحات الإقليمية والدولية حول الاتفاق الموقع، الأمر الذي يبقي الأجواء مشحونة تجاه تداعيات الاتفاق ، ما يستوجب بالتالي من جميع الأطراف التفكير ملياً بمغزى الدعوة الصينية لـ "ضرورة الالتزام بالوفاء بالمسؤوليات"، وإلا فإن من شأن أي سوء فهم لتصرفات أي طرف أن يعود بالجميع إلى نقطة الصفر، ليبدأ مسلسل جديد من المفاوضات التي ستغدو أكثر وعورة وتشدداً.
كان من الطبيعي أن ترحب إيران بالاتفاق كاعتراف بــ"حقوقها النووية وتخصيب اليورانيوم"، ما يمثل نجاحاً كبيراً لها، لكن مواقف دول المنطقة تباينت بين "الترحيب والتشكيك والحذر" حول النوايا الإيرانية وبرنامجها النووي من جهة، ومستقبل انتشار أسلحة الدمار الشامل وخصوصا السلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي من جهة أخرى.
وفي المقابل، لا تبدو التصريحات الصادرة عن الضفة الأخرى للعالم مرحبة بالاتفاق، فالكثير من الجمهوريين والديمقراطيين الأميركيين كانوا غير سعداء به، فضلاً عن تصريحات الكثير من الخبراء والمحللين والشخصيات السياسية الأميركية ، والتي تراوحت بين الدعوة لقيام الكونغرس الأميركي بإرسال عقوبات إضافية بشأن إيران للرئيس الأميركي باراك أوباما، مروراً بالقلق وخيبة الأمل من أن الاتفاق لا يلبي المعايير الضرورية لحماية الولايات المتحدة وحلفائها، وصولاً لرفض البعض للاتفاق بحجة أنه سيشجع ما وصفه بـ"الدول المارقة" على الحصول على السلاح النووي من خلال الكذب والمراوغة لزمن طويل.
وبغض النظر عن اختلاف المواقف الإقليمية والدولية من الاتفاق، سيكتفي الغرب عموماً خلال الأشهر الستة المقبلة للاتفاق المرحلي بمراقبة طهران عن كثب.
فلعلها ترتكب خطأ ما، لتقلب الطاولة عليها من جديد وتسعى لفرض واقع جديد يوافق مصالحها ومخططاتها؟
لكن السؤال الذي يطرح نفسه حالياً:
إلى متى ستبقى بعض الدول رغم ما تدعيه من انفتاح وتمدن، ترفض التعامل مع أي مشكلة دولية إلا وفقاً لمصالحها الشخصية وطرقها الخاصة فقط؟.
من الممكن حل أي مشكلة من خلال التفاهم الودي، وتفهم وجهة نظر الآخرين وآرائهم وتطلعاتهم نحو المستقبل، ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم دون الإضرار بالآخرين . فهكذا فقط نستطيع بناء مجتمع الأمن والسلام الدوليين ، بدلاً من شن حملات الضغط والتهديد بالقتل والتجويع إلخ من وسائل غير حضارية لم تساعد يوماً في حل أصغر المشاكل.
الحكمة ليست دواء يمكن تناوله، ومن لم تنفعه الحكمة لن يأمن عواقب أفعاله.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn