تعليق: المفهوم الصحيح والمعنى العميق لـ "حزام طريق الحرير الاقتصادي"

طرح الرئيس شي جين بينغ فكرة بناء "حزام طريق الحرير الاقتصادي" أثناء الجولة التي قام بها في أوائل شهر سبتمبر عام 2013 في دول آسيا الوسطى، وقد لقيت هذه الفكرة اهتماما واسعا محليا ودوليا. وتأمل العديد من الدول تعزيز التعاون الاقتصادي والإقليمي مع الصين ولعب الأخيرة دورا أكبر، كما ينتاب القلق وتسكن الحيرة بعض العلماء حول مفهوم الحقيقي لـ "حزام طريق الحرير الاقتصادي"، وبالتالي بات من الضروري فهم المعنى الحقيقي والعميق لـ "حزام طريق الحرير الاقتصادي".

يستند "حزام طريق الحرير الاقتصادي" على مفهوم طريق الحرير القديم، ويشكل منطقة التنمية الاقتصادية الجديدة في غرب الصين، ورؤية اقتصادية طموحة تسعى لبناء جسر يربط بين دائرة اقتصادية في آسيا والمحيط الهادئ شرقيا و دائرة اقتصادية أوروبية متقدمة غربيا، ليكون " "أطول ممر اقتصادي رئيسي ذوى إمكانات أكبر في العالم." ويشكل "حزام طريق الحرير الاقتصادي" نمطا جديدا للانفتاح الصيني من جميع النواحي، وجزءا هاما في تحقيق التنمية المتوازنة والمنسقة بين الشرق والغرب الصيني .

"حزام طريق الحرير الاقتصادي" مبادرة تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين القارة الآسيوية وأوربا. كما أن "حزام طريق الحرير الاقتصادي" دائرة اقتصادية في شرق آسيا وأوروبا الغربية،الغنية بالطاقة والموارد المعدنية والسياحة والموارد الزراعية والثقافية، ما يجعل من المنطقة سوق فريد من نوعه من حيث الحجم والإمكانات. ويعتمد "حزام طريق الحرير الاقتصادي" على نهج وتنسيق استراتيجي، والاتصالات السياسية، ولا يسعى إلى ترتيبات مؤسسية إلزامية ومتعمدة، كما يمكن وصفها بأنها مرنة للغاية . وهذا النموذج المبتكر للتعاون سوف يزيد من توثيق الروابط الاقتصادية بين البلدان الأوروبية والأسيوية، وتعميق التعاون بين بعضها البعض، وخلق مساحة أوسع للتنمية.

"حزام طريق الحرير الاقتصادي" ليس برنامجا ذات دوافع متعمدة، ولكنها فكرة التعاون ذات نمط طبيعي. وتعتبر نتائج تنمية علاقات التعاون بين دول المنطقة أساسا متينا لبناء “حزام طريق الحرير الاقتصادي".

"حزام طريق الحرير الاقتصادي" خطة اقتصادية جغرافية لا تهيمن عليها الصين وحدها، ولكن هي عملية تعاون مفتوحة و متنوعة. كما لن يكون هناك رئيسا لـ"حزام طريق الحرير الاقتصادي" وإنما يكون التعاون والتفاوض على قدم المساواة. كما لا يوجد جدول زمني إلزامي، وإنما سوف تنضج تدريجيا. و"حزام طريق الحرير الاقتصادي" غير مغلق وإنما منفتح على الثقافات الأخرى المتنوعة وعلى أساس الاحترام المتبادل. مما لا شك فيه، فإن بناء "حزام طريق الحرير الاقتصادي" يتماشى مع مصالح واحتياجات التنمية الاقتصادية في البلدان الأوروبية والأسيوية، وتوسيع التعاون الاقتصادي بينها.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/