مدينة جينما، يوننان 3 مارس 2014 /قرية داشويينغ في بلدية جينما هي قرية نائية تبعد حوالي 8 كيلو مترات شرق وسط مدينة كونمينغ.
تضم هذه القرية نحو 3600 شخصا من السكان المقيمين بشكل دائم معظمهم متقاعدين كانوا يعملون في مصنع مملوك للدولة قريب من القرية.
تنبع أهمية تلك القرية من كونها مأوى لأكثر من 20 ألف مهاجر من أنحاء أخرى في الصين من بينهم 135 شخصا من الويغور من منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم شمال غرب الصين وهي أكبر مجموعة فردية من السكان الويغور في كونمينغ.
يقول ابليز الويغوري الذي يبلغ من العمر 62 عاما ويمتلك متجرا يديره مع ابنه وزوجة ابنه منذ 11 عاما "نحن لسنا مثلهم".
وكان يشير بذلك إلى الإرهابيين القادمين من شينجيانغ الذين قاموا وهم ملثمين ويحملون سكاكين ضخمة بقتل 29 مدنيا وتسببوا في إصابة 143 آخرين في محطة قطار كونمينغ مساء السبت الماضي.
وقال بالماندرين الذي تغلب عليه لكنةة ويغورية قوية "الجميع في الحي يعلمون أنه يمكنهم شراء الطعام من هنا بأمان ويعلمون أننا إناس شرفاء نلتزم بالقانون -- لدينهم أعين وعقول".
يذكر أن متجر الرجل مقام على مساحة 10 متر مربع تقريبا ويقدم وجبات شينجيانغ السريعة التي تشمل شعرية ولحم الضأن المحمر والزلابية والكعك على مائدتين صغيرتين. كما يقوم أيضا ببيع الزبيب والفول السوداني والشاي ومنتجات غذائية من شينجيانغ.
وفي وقت الغداء يمر زبائن المتجر لتناول وجبة سريعة ومعظمهم من الويغور ولكن بعضهم من الهان.
وقال ابليز "العمل يمضي كالمعتاد".
وأضاف أن العديد من الأقارب من مسقط رأسه في ايل بمنطقة شينجيانغ اتصلوا به للاطمئنان على أحوالهم.
وقال "قالوا لنا إذا كان السكان المحليين يتعاملون بعدائية مع الويغوريين فربما من الأفضل أن أعود إلى مسقط الرأس."
لكن ابليز قال إنه سيبقى ولن يرحل.
وقال "بعض الناس حذرين لكن لا يوجد أحد عدائي، لقد عشنا هنا لفترة طويلة بما يكفي كي نشعر اننا جزء من أهل القرية ونحن قطعا لسنا مستعدين للنزوح خاصة أن حفيدي لا زال يذهب للمدرسة في كونمينغ".
الهان والويغور:
متجر ابليز هو واحد من عدة متاجر ومطاعم ويغورية الطراز في تلك القرية.
ويسهل الوصول للقرية القريبة من الطريق الدائري الثاني في كونمينغ، لكن ظروف المعيشة بها لا تقارن بالأحياء العصرية المريحة في وسط مدينة كونمينغ.
ويعيش معظم السكان الأصليين بالقرية في شقق صغيرة قام أصحاب العمل السابقين ببيعها لهم بأسعار منخفضة نسبيا. وتلك الشقق موجودة في مباني من الحجارة بُنيت خلال الثمانينيات بارتفاع خمسة أو ستة طوابق.
ويعيش بعض السكان الآخرين في منازل خاصة بنيت في الحي حيث يقومون بتأجير ستة غرف على الأقل للمهاجرين.
ونتيجة لهذا التوسع العقاري ازدحمت شوارع المدينة الضيقة تماما بالمباني على الجانبين حيث لا تزيد المسافة الفاصلة بين بعض المباني عن مترين لدرجة أن من الممكن شم رائحة طهي الجيران دون مغادرة المنزل.
ومعظم سكان المدينة يعملون محليا لذلك الحياة بها ملائمة وجيدة.
ويوجد في قرية داشويينغ سوقين للبقالة ومدرسة ومستشفى وعشرات المطاعم وعدد لا حصر له من متاجر جانب الطريق تبيع أي شيء من المشروبات للأطعمة لتذاكر اليناصيب وحتى الملابس الداخلية.
وأمام محل للحلاقة توجد لافتة كتب عليها أن حلاقة الشعر تكلف 10 يوان في حين يمكن للزبون أن يحصل على وشم مقابل 150 يوانا.
ومن بين السكان تشو تشينغ شون وهي من مدينة تشاوتونغ في يوننان وتدير متجرا للخياطة كما تساعد في إدارة المنشأة المملوكة لعمتها وهي بناية من 6 طوابق تضم 12 غرفة تتراوح مساحتها بين 7 و18 متر مربع.
وجميع تلك الغرف مؤجرة للعمال المهاجرين مقابل مبلغ شهري يتراوح بين 300 و420 يوان ويتشارك المستأجرين في حمام واحد.
وقالت تشو التي تبلغ من العمر 36 عاما "لا نقوم بتأجير غرف للويغور أبدا، وهم جميعا يعيشون على مقربة من بعضهم البعض في الجانب الاخر من الشارع وأحيانا يقومون باستئجار المبنى بأكمله".
عاشت تشو وزوجها وهو من مقاطعة سيتشوان في هذا الحي لمدة 10 أعوام وولد أطفالهم وهما صبي وفتاة وتربوا في تلك المنطقة.
ووصفت تشو السكان من الهان والويغور بالمجموعتين "المنفصلتين، وكل منهما يهتم بشؤونه ولا يمكن القول إنهم على وفاق تماما. لا يوجد نزاع بين الجانبين لكن لا يجمعهما سوى القليل أيضا"
لكنها أعربت عن اعتقادها بأن "هناك إناس طيبون في كل مكان ومن جميع المجموعات العرقية".
وقالت "لا يمكنك القول إن جميع الويغوريين سيئين لأن بعضهم أصبحوا إرهابيين".
يقوم جار تشو وهو جامع خردة يدعى وانغ بجمع الخردة أحيانا من بيوت الويغور في المدينة. وقال "إنهم أشخاص لطفاء وودوديين وشرفاء، وعندما أخبرهم بالسعر يوافقون ونادرا ما يساومون في السعر".
إلا أن وانغ توقف عن المرور بأسر الويغور لجمع الخردة بعد هجوم يوم السبت. وساد التوتر الحي بأكمله وشوهدت العديد من سيارات ورجال الشرطة يقومون بدوريات في الشوارع.
كما جلب الحادث العديد من المراسلين الصحفيين لتلك المدينة غير المعروفة ومن بينهم صحفيين أجانب.
وعلى الرغم من سلوكهم الظاهري الهادئ والودود إلا أن سكان المدينة يتحفظون في مواجهة الصحافة.
ورفض شاب من الويغور يقوم بصناعة الكعك أمام مطعم للوجبات السريعة التفوه بكلمة وحاول الفرار من عدسة مصور صحفي من هونج كونج.
وقال ابليز لمراسل وكالة أنباء (شينخوا) "وافقت على الحديث معكم لأن جميعكم صينيون، أنا لا أتحدث للأجانب".
وقال ابنه ابليز لاهيم مفسرا "نحن لا نتحدث لغتهم ولا نريدهم أن يخطئوا في فهم كلامنا".
وقال معظم سكان المدينة الذين أجرت معهم وكالة شينخوا مقابلات اليوم إنهم يأملون أن تتعافى كونمينغ سريعا من مأساة الهجوم المروع.
وقال تشانغ داي وي الذي يمتلك متجرا للمشويات وهو من قومية هان "إنه مكان جيد للعمل"، وأضاف أن القرية "ذات موقع جيد وبها قدرة شرائية كافية وإمدادات ملائمة".
وقال ليو هوي هونغ المسؤول في لجنة الحزب الشيوعي بالمدينة إنه متفائل بأن المكان سيظل "هادئا وفي حالة جيدة".
وقال "عملت في تلك المدينة لمدة 10 أعوام، ولم يكن هناك أبدا بين السكان المنتمين لقوميات الهان والويغور وكذلك الأقلية من قومية هوي المسلمة أية نزاعات، حتى السرقة نادرة الحدوث في تلك المدينة".
وقال ليو إنه يشعر بالغضب والحزن بسبب هجوم يوم السبت.
وقال "اتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين وأن يتم تقديم الإرهابيين مرتكبي الحادث للعدالة، يوجد ويغوريين طيبين وويغوريين أشرار. وهذا الأمر ينطبق على كافة المجموعات العرقية لكن مجتمعنا دائما مفتوح للمواطنين الذين يحترمون القانون من جميع المجموعات العرقية".
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn