تعليق: لماذا إستهدف الإرهابيون يونان؟

أدخل الحادث الإرهابي الخطير الذي نفذته القوى الإنفصالية كامل الصين في حالة من الصدمة والغضب. وفي هذا السياق قال بعض الخبراء في تصريح لصحيفة "غلوبال تايمز"، أن القوى الإنفصالية تخطط لإدخال "النار" إلى الداخل، لشحذ الكراهية، وخلق الذعر، وفي تجاه ذلك، علينا من جهة أن نعزز التدابير الوقائية، وفي ذات الوقت، علينا أن نوجه لهم ضربات قوية، والتصدي لهم بحزم.

لماذا إستهدف الإرهابيون مدينة يون البعيدة؟ ردا على هذا السؤال، يجيب مسؤول صيني سام متخصص في مقاومة الإرهاب، أن الطبيعة الإرهابية لهذا الحادث كانت واضحة جدا، أولا، إختار الإرهابيون أهدافا هشة ليست قادرة على الدفاع عن نفسها، لتنفيذ عملياتهم، حيث أن المستهدفين في محطة القطار كانوا من الأشخاص العاديين العزّل. كما أن محطة القطار تتميز بإكتظاظها بحركة الركاب، وهم يريدون خلق أكثر مايمكن من مشاعر الذعر الإجتماعي، لتحقيق مايسمى بقوة التأثير. كما إختاروا موعد الدورتين لتنفيذ هذه العملية، ومن الواضح أنهم يرغبون في تحدي التدابر الأمنية للحكومة الصينية. من جهة أخرى، تجنبوا مدن بكين، شنغهاي، وشينجيانغ وغيرها من المناطق والمدن التي تتميز بتدابيرها الأمنية العالية، واختاروا يونان التي يمكن القول أنها لاتتميز بتأهب أو وعي إستنفاري لتنفيذ عملياتهم.

في ذات السياق، كشف أحد الخبراء المعنيين بمقاومة الإرهاب في شينجيانغ لصحيفة "غلوبال تايمز"، أنهم كانوا يتابعون بصفة مستمرة أنشطة إرهابييْ "تركستان الشرقية" في يونان والمناطق المحاذية لها. وقال هذا الخبير، أن إرهابيو "تركستان الشرقية" يعتبرون مدينة يونان "معبرا سهلا" للدخول والخروج من الحدود الصينية. لأن معابر الخروج والدخول عبر شينجيانغ توجد بها العديد من العقبات، مثل برودة الطقس، والجبال الوعرة، وغيرها من العراقيل الطبيعية والشرطة الحدودية، في حين أن الشريط الحدودي ليونان طويل ووضعه معقد، والعديد من المناطق الحدودية تحتوي على "الريف العابر للحدود"، "البيت العابر للحدود" و"مغادرة الحدود عبر الخنادق"، زد على ذلك أن حكومات بعض الدول المجاورة غير قادرة على السيطرة على المناطق التي تسكنها بعض العرقيات، لذلك، فإن إرهابيو"تركستان الشرقية"، يتخذون من يونان "منفذا يسيرا" للهروب والعودة إلى الصين.

"تحاول القوى الإرهابية الإنتشار في المناطق الداخلية الصينية، وفي المستقبل، قد تشهد بعض المدن الداخلية الكبرة أحداث عنف." على حد قول مدير مركز دراسات آسيا الوسطى بالأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية فان تشيبينغ، في تصريح أدلى به لصحيفة "غلوبال تايمز" يوم 2 مارس الجاري. أكد فيه على ضرورة توجيه ضربات قوية لغرور القوى الإنفصالية، وتجنيد كافة الطاقات الأمنية في الصين، فهذا ليس أمرا يخص شينجيانغ فقط، بل يستوجب وعيا وطنيا.

في ذات السياق، يشير الأستاذ بمعهد الإدارة العامة بجامعة الشعب الصينية، بأن جميع الأماكن في الصين لم تعد في مأمن من العمليات الإرهابية. وعلى مختلف المناطق الداخلية بما في ذلك شينجيانغ، أن تعزز الوعي بمقاومة الإرهاب، وتأسيس منظومة طوارئ لمقاومة الإرهاب. وإضافة إلى شينجيانغ، علينا أن نؤسس منظومة طوارئ في مختلف المدن الأخرى. كما يجب تجنيد القوى الإجتماعية، وتربية وعي شامل بمقاومة الإرهاب.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/