بكين   غائم~مشمس 3/-9 

تحقيق : عاصفة شتوية تزيد سكان أغوار الضفة الغربية بؤسا (2)

2013:01:11.13:01    حجم الخط:    اطبع

عاصفة شتوية تزيد سكان أغوار الضفة الغربية بؤسا

وأضاف "نقاسى الأمرين في كل تفاصيل حياتنا بسبب الإجراءات الإسرائيلية وعدم الاهتمام الحكومي بنا، لكن غضب الطبيعة يزيد الأمر سواء".

وعادة ما يعاني سكان الأغوار بفعل قرارات الترحيل التي يلاحقهم بها الجيش الإسرائيلي والتي كان آخرها نهاية الأسبوع الماضي بدعوى إجراء تدريبات عسكرية في المنطقة.

وقال عوض بنبرات غاضبة "لم ننته بعد من قرارات الإخلاء لإجراء التدريبات العسكرية للجيش الاسرائيلي وترحيلنا عن مساكنا حتى أتت هذه العاصفة لتزيد من معاناتنا ، حتى الحطب والنار بالكاد تشتعل لأنها مبتلة".

وتسيطر إسرائيل على مساحة 87 في المائة من أراضي الأغوار الحدودية مع الأردن التي تشكل 27 في المائة من مساحة الضفة الغربية، وهي تنظر إليها كمحمية أمنية، وتقول إنها تريد أن تحتفظ بالمنطقة ضمن أي حل مع الفلسطينيين الذي يرفضون ذلك مطلقا.

ورغم صعوبة حياة السكان في معظم الاوقات إلا أن قساوة الشتاء تضاعف تلك المعاناة، فحتى ألواح الصفيح تمنع إسرائيل على البدو تثبيتها، عدا عن أنها تمنع إقامة أية غرف عادية من الباطون والطوب.

وقال عارف ضراغمة مسئول مجلس محلي وادي المالح لوكالة أنباء ((شينخوا))، وهو يحمل عدة بطانيات ومساعدات للسكان المتضررين، إن إسرائيل وزعت 150 أمر إخلاء في المالح لطرد البدو من خيامهم ومساكنهم، وتمنع وصول أية خدمات لهم.

وأضاف ضارغمة أن السكان يواجهون المنخفض الجوي دون خدمات أو كهرباء، مشيرا الى أن ثلثي سكان الأغوار يعيشون على إضاءة الفوانيس الصغيرة في خيامهم، ويحصلون على التدفئة من الحطب.

ويعتاش سكان الأغوار على تربية المواشي والرعي في الجبال المحيطة بهم وسط خوف وقلق مستمر من التدريبات العسكرية الإسرائيلية بين مراعيهم، بينما يستخدمون الصهاريج لنقل المياه.

ولم يكن المشهد أحسن حالا في جنوب الضفة الغربية، فمناطق مسافر يطا وخربة سوسيا كانت تحت تأثير المنخفض الجوي كذلك.

وقال راتب الجبور منسق اللجنة الشعبية في الخليل لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه جرى تجميع عشرات العائلات مع بعضها البعض لحمايتها من المطر والبرد الشديد بعد أن مزقت الرياح العاتية خيامهم.

وذكر الجبور أنه جرى تقديم مساعدات طارئة للمتضررين لكنها غير كافية بينما تعمل المحافظة على تأمين ما تستطيع من خيام ومساعدات للبدو لتأمين سلامتهم في مواجهة حدة المنخفض الجوي.

ولقيت فتاتان مصرعهما أمس، بعد أن جرفتهما سيول الأمطار الغزيرة داخل سيارة مدنية في طولكرم وسط الضفة الغربية التي غمرت السيول مئات المنازل فيها وتدخلت أطقم الدفاع المدني على مدار الساعة لإجلاء المتضررين.

ودعت مديرية الدفاع المدني السكان إلى"عدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى واتخاذ كافة التدابير اللازمة".

ووصفت وكالات أرصاد جوية في إسرائيل العاصفة بأنها الأسوأ منذ 20 عاما.

وأعلنت الحكومة الفلسطينية تعطيل كافة المؤسسات الحكومية والعامة الأربعاء والخميس بسبب الظروف الجوية، وتعهدت بتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين.

غير أن والد الفتى مهند بدا غير مكترث بهذه الوعود ، وقال وهو يرتجف مع استمرار البرد كحال أطفاله "الحياة هنا مأساوية، على وزراء الحكومة أن يقيموا معنا ليلة وسط عاصفة المنخفض ليشعروا كيف أن خيامنا تبدو وقد نصبت وسط أمواج بحر هائجة ".


[1] [2] [3]

/مصدر: شينخوا/

تعليقات