سفير الصين لدى سوريا: حل الأزمة في سوريا باستخدام القوة "طريق طويل ووعر" (2)

ظلت الحكومة الصينية تعمل كل ما بوسعها لايجاد الحل السلمي للازمة السورية، ونعتقد اعتقادا راسخا بأن الصين تتمسك بالمبدأ الصحيح:

أولا، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الآخرى، والذي يعتبر مبدءا أساسيا في العلاقات الدولية. وإن اساس الازمة السورية هو مطالب الشعب السوري في التغيير ويتطلع الى الارتقاء بمستوي معيشته، ولكن خطورة الازمة في جر البلاد الى هاوية الحرب الاهلية والانقسام، ونمو بعض القوى، أمر الذي لا احد يريد أن يراه، وهذا لا يمكن أن لا نقول أن دور التدخل الاجنبي كان سلبيا جدا. ونخشى أن لا احد يستطيع تحمل عواقب التدخل العسكري الخارجي لمواجهة الفوضى.

ثانيا، احترام خيار الشعب السوري، حيث أن الجانب الصيني لم يقف مع طرف دون الآخر، ودعا الشعب السوري الى تقرير مصيره. وإن حقيقة الوضع في سوريا هي احتضان جزء من الناس هذا الرجل والجزء الآخر ضده. وإن الاطاحة بالرئيس فقط لان هناك واحدا يريد الاطاحة به قد يفقط العالم صوابه.

ثالثا، حل الازمة من خلال الحوار والتفاوض، والحل السياسي. وأن القوة قد تكون قادرة على اخاذ قرار النصر او الهزيمة في الوقت الراهن، ولكنها تعمق الكراهية المتبادلة، وبالحوار والتفاوض سوف يعيد الثقة المتبادلة تدريجيا، وتحقيق الفوز الدائم، وهذا ما يتفق عليه العالم اليوم.

بعد أن كان الدم هو الثمن في القضية السورية فإن ذلك سوف ينعكس على القضايا الاخرى ذات الصلة.وإن التوصل الى الحل السياسي هو المخرج الوحيد من الازمة السورية، لكن ذلك يتطلب حلا وسطا وتنازلات متبادلة،كما يتطلب الكثير من الشجاعة والحكمة. حيث أن الوضع في سوريا هش للغاية والحديث المتكرر عن استخدام القوة كطريق حل سوف يكون طويلا ووعرا جدا.ومع ذلك، نحن واثقون بأن الشعب السوري لا يزال مصر على التسوية السياسية وله الإرادة الكافية لتحقيق المصالحة الوطنية،والعثور على طريق للتنمية وفقا للظروف الوطنية الخاصة بهم.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

[1] [2]

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/