بكين   مشمس جزئياً 3/-3 

مقالة : بعد استقالة الجبالي.. تشكيل الحكومة التونسية يواجه طريقا وعرا (2)

2013:02:21.16:57    حجم الخط:    اطبع

ويرى هوا لي مينغ، سفير الصين السابق لدى إيران، أن ارتفاع معدل البطالة أفضى بدوره إلى ارتفاع معدلات الفقر في تونس التي أوضحت البيانات الرسمية أن عدد الفقراء فيها تجاوز مليونين أو بلغ 25 في المائة حتى أواخر نوفمبر الماضي، مضيفا أن تزايد معدلات البطالة والفقر كان مصحوبا بقفزة كبيرة في أسعار السلع وكذا ارتفاعا شديدا في نسبة التضخم التي بلغت 6 في المائة في يناير الماضي لتسجل أعلى مستوياتها منذ عام 2008.

ومع تفاقم الوضع السياسي في تونس، تعثرت مفاوضات حكومتها مع صندوق النقد الدولي بشأن قرض قيمته 1.78 مليار دولار وخفضت وكالة "ستاندرد أند بورز" في 19 فبراير الجاري التصنيف الائتماني لتونس مستندة في ذلك إلى أن الأحداث السياسية الجارية ألحقت ضررا بالغا بثقة المستثمر وبالوضع الاقتصادي الذي يعتمد على السياحة والصادرات إلى أوروبا، وهما ركيزتان أساسيتان اهتزتا بشدة جراء أعمال العنف وأزمة الديون الأوربية.

ولفت المحللون إلى أنه أن مع الأخذ في الاعتبار أن الوضع الاقتصاد المتردي ومشكلة الفساد الخطير كانا سببين رئيسيين في اسقاط نظام بن علي، فإن الحكومة التونسية أيا كانت ستقف أمام اختبار بالغ الصعوبة لمعالجة المشكلات السالف ذكرها.

-- صعود حالة "انقسام النخب السياسية" إلى الواجهة

ووسط المباحثات التي جرت بين القوى السياسية الرئيسية في تونس حول مضمون الحكومة، صعدت حالة انقسام النخب السياسية إلى الواجهة، إذ أنه رغم تأييد كافة أحزاب المعارضة تقريبا و 73 في المائة من الجماهير لخطة الجبالي إلا أن حركة النهضة الإسلامية وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية، الحزبان الحاكمان الرئيسيان في تونس، أعربا عن رفضهما القاطع لها.

وفي هذا الصدد، ترى السفيرة لي أن السبب المباشر وراء الاخفاق في تشكيل الحكومة هو تمسك حركة النهضة الإسلامية رغم انتماء الجبالي إليها بموقفها الرافض، ما يعكس الخلافات الحادة داخل الحركة.

ومع ذلك أكد عضو المكتب السياسي بحركة النهضة الإسلامية رياض الشعيبي أن الحركة متمسكة بتشكيل حكومة توافقية سياسية مع بقية الأحزاب وفتح الحوار لتوسيع المشاركة في هذه الحكومة، ما يدل على أن الحركة بداخلها أيضا طرف معتدل.

ومع الاضطرابات والمظاهرات التي شهدتها المدن التونسية عقب اغتيال بلعيد، أكد السفير هوا أن تونس قطعت شوطا لا يستهان به في إقامة مؤسسات الدولة بعد الثورة ولكنها مازالت تناضل لترسم ملامح الطريق المناسب لتنميتها المستقبلية.

وأعرب السيد هوا عن اعتقاده بأن الجبالي "كان يكافح في الأيام الماضية وحده مثل دون كيشوت، فالنجاح يتطلب دوما عملا دؤوبا وصبرا جميلا ".

ورغم كل من تشهده تونس من أحداث، إلا أن السفيرة لي أعربت عن تفاؤلها إزاء الجهود المضنية التي تبذل لإعادة تشكيل الحكومة في تونس والاستجابة لمطالب الشعب، قائلة إنها على يقين بأن تلك الجهود لن تذهب هباء وستتكلل في النهاية بالنجاح.

وأجمع الخبراء على أن تونس تعبر اختبار الديمقراطية بخطى ثابته ولكن التحديات التي تفرضها المرحلة الانتقالية تتطلب من جميع القوى السياسية فيها ضرورة تعزيز الحوار ورص الصفوف لتحقيق الآمال والطموحات التي ينشدها الشعب التونسي.

[1] [2]

/مصدر: شينخوا/

تعليقات