بكين   مشمس 9/-3 

أبعد من الكونغ فو .... الفيلم الصيني يعبر الحدود (2)

2013:02:26.15:26    حجم الخط:    اطبع

سينما لنعرف بعضنا بعضا

خلال عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، كان الصينيون، وخاصة أبناء شانغهاي، يتمتعون بمشاهدة الأفلام الأجنبية، وفي مقدمتها أفلام هوليوود. في عام 1933 فقط، دخل الصين 433 فيلما أجنبيا، منها 353 أمريكية. في ذلك الوقت، كانت دور السينما الصينية تعرض فيلما أمريكيا يوميا تقريبا. وكان صنّاع الأفلام الصينيون يتعلمون علوم التصوير السينمائي الغربية من خلال مشاهدة أفلام هوليوود، يسجلون ملاحظاتهم للأفلام في الضوء الخافت من المصباح اليدوي في قاعة العرض.

في الفترة من تأسيس جمهورية الصين الشعبية وحتى انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح، لم تتوقف الصين عن عرض الأفلام الأجنبية، ولكن معظمها كان يأتي من دول اشتراكية. في ذلك الحين، كان موزعو الأفلام المحليون يحصلون على حقوق عرض الأفلام السوفيتية المتميزة، مقابل عشرين ألف دولار أمريكي للفيلم.
في عام 1979، بدأت هوليوود المفاوضات مع الصين لتوزيع أفلامها في الصين. وفي عام 1994، بدأت الصين تطبيق آلية لتقاسم عوائد عرض الأفلام الأمريكية في الصين. في تلك السنة، عرضت شاشات السينما الصينية تسعة أفلام أمريكية وفقا لهذه الآلية، كان أولها فيلم ((الهارب))، الذي حقق نجاحا كبيرا.

في عام 1998، بلغ إجمالي عوائد شباك التذاكر للأفلام السينمائية في الصين مليارا وأربعمائة مليون يوان، كان نصيب الأفلام الأمريكية منه سبعمائة وخمسة وثمانين مليون يوان، بنسبة 54%. وبلغت عائدات فيلم ((تايتانك)) وحده، ثلاثمائة وستين مليون يوان.

بعد انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية، توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، تستورد الصين بمقتضاه عشرين فيلما أمريكيا في السنة، ثم ازداد الرقم إلى أربعة وثلاثين فيلما في عام 2012. كان لأفلام هوليوود نصيب الأسد في السوق الصينية خلال السنوات الأخيرة. في عام 2012، كان من بين العشرة أفلام التي حققت أعلى دخل شباك ثلاثة أفلام صينية فقط،. حقق فيلم ((تايتانك)) الذي عرض بتقنية الأبعاد الثلاثية تسعمائة وسبعين مليون يوان، وحقق فيلم ((المهمة المستحيلة لشبح البروتوكول)) ستمائة وأربعين مليون يوان، بينما حقق فيلم ((حياة بي)) خمسمائة وواحد وسبعين مليون يوان. من هذه الأرقام، أدرك صنّاع الأفلام في العالم الإمكانيات الكبيرة في السوق الصينية وازدادت رغبتهم في الاستفادة منها.

في الحقيقة، لم تتمكن الأفلام الصينية من تحقيق نجاح في الأسواق الخارجية عندما تضارع نجاح أفلام هوليوود في الصين. خلال السنوات العشر الماضية، زادت عوائد شباك التذاكر في الخارج للأفلام الصينية من خمسمائة مليون يوان في عام 2002، إلى ثلاثة مليارات وخمسمائة وسبعة عشر مليون يوان في عام 2010، وهو رقم قياسي.

في عام 2011، انخفضت عوائد شباك التذاكر العالمية للأفلام الصينية. في ذلك العام، تم بيع خمسة وخمسين فيلما روائيا صينيا لاثنتين وعشرين دولة ومنطقة وحققت عوائد بلغت مليارين وستة وأربعين مليون يوان، بانخفاض قدره 40% عن سنة 2010.

رغم أن العائد المادي لعرض الأفلام الصينية في الخارج مازال متواضعا، لكن التأثير الثقافي لها يتوسع. في عام 2011، عرضت الأفلام الصينية في خمسة وسبعين مهرجانا وفي أربعة وأربعين مهرجانا في أربع وأربعين دولة، إضافة إلى هونغ كونغ وماكاو وتايوان. وبلغ عدد مرات العرض أربعمائة وخمس وثمانية مرات. وعرضت الأفلام الصينية أيضا 292 مرة في 82 مهرجانا سينمائيا في 28 دولة وفي هونغ كونغ وماكاو وتايوان.

وحصلت الأفلام الصينية على اثنتين وثمانين جائزة في ثمانية عشر مهرجانا سينمائيا.

الأفلام الصينية التي تحقق أعلى نسبة مشاهدة في الخارج هي أفلام الكونغ فو، والفنون القتالية. وقد حقق فيلم ((البطل)) الذي بدأ عرضه في عام 2000، دخلا كبيرا بلغ مليارا ومائة مليون يوان من عرضه في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية، وأوروبا، ودول جنوب شرقي آسيا. بلغ عائد الشباك من العروض الخارجية لهذا الفيلم خمسة أضعاف عائد الشباك لعرضه في الصين. وحقق فيلم ((منزل الخناجر الطائرة))، الذي بدأ عرضه عام 2004، نجاحا كبيرا هو الآخر، إذ حقق أكثر من خمسمائة مليون يوان في أسواق العرض الخارجية.

قال جيسون ريد، نائب الرئيس التنفيذي لاستوديوهات والت ديزني، إن التبادلات السينمائية الواسعة بين الدول تعني إمكانية أن يطلع كل منا على ما لدى الآخر من قصص وحكايات، والإسهام في تعزيز التفاهم بين الأمم من مختلف المِلل والنِحَل. ومن خلال الأفلام السينمائية، تتمكن جماهير المشاهدين من الوصول إلى ثقافات الآخرين وتفهمها، وتجنب سوء الفهم والخلافات. وعلق ريد أيضا على سوق السينما الصينية قائلا، إن الأفلام الصينية لم تكن أبدا بمثل هذه الأهمية الحالية، على ضوء النهوض الاقتصادي للصين، الأمر الذي يعني أن عولمة صناعة الأفلام فيها، وسيلة هامة يمكن للصين من خلالها أن تعبر عن نفسها ثقافيا.

[1] [2] [3]

/مصدر: الصين اليوم/

تعليقات