بكين   ضباب~مشمس 14/-3 

تحليل اخباري: مقاطعة المعارضة للانتخابات في مصر وحسابات المكسب والخسارة (2)

2013:02:28.09:07    حجم الخط:    اطبع

المقاطعة وحدها لا تكفي

"يبدو في كل الاحوال ان مقاطعة الانتخابات ليست نهاية المراد وليست غاية تبتغى"، كما يرى عمار علي حسن مدير مركز ابحاث ودراسات الشرق الاوسط.

ويقول حسن ل(شينخوا) "إذا كان قرار المقاطعة يهدف الى تعرية السلطة وعزلها فهذا حسن، واذا كان يستهدف الضغط على النظام للاستجابة لمطالب الجبهة فهذا جيد، ولكن الافضل من الامرين ان تكون المقاطعة في اطار استراتيجية متكاملة للمواجهة مع النظام، وليست مجرد خطوة لا يعرف متخذها ماذا سيفعل بعدها".

واعلن محمد البرادعي اليوم ان جبهة الانقاذ الوطني تقوم بوضع خطة لتفعيل المقاطعة وتقديم البدائل.

وقال البرادعي القيادي في جبهة الانقاذ في تغريدة على حسابه على تويتر "تقوم الجبهة حاليا بوضع خطة عمل لتفعيل المقاطعة وتقديم البدائل، لن نخدع الشعب بالمشاركة في ديمقراطية مزيفة ايا كانت الضغوط الخارجية والداخلية".

ومن بين البدائل التي يمكن ان تعتمدها جبهة الانقاذ الوطني، فكرة "الكيانات الموازية"، حسب ما يرى جمال زهران.

وكان معارضون مصريون قد طرحوا فكرة تشكيل برلمان مواز بعد انتخابات العام 2010 احتجاجا على نتائجها التي اظهرت استحواذ الحزب الوطني المنحل على غالبية مقاعد مجلس الشعب.

كما يرى زهران امكانية "تكوين مجلس رئاسي مدني بمشاركة وزير الدفاع وتشكيل مجلس قيادة الثورة، تمهيدا لاقرار دستور دائم للبلاد خلال عامين، ومن ثم اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية على ارض صلبة" او الحفاظ على استمرار الثورة وتغذية الغضب الشعبي لاسقاط النظام الحالي.

وفي الاونة الاخيرة ترددت دعوات لتوسيع رقعة عصيان مدني بدأ منذ أيام بمحافظة بورسعيد، احتجاجا على سوء الاحوال الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد في عهد الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي الى جماعة (الاخوان المسلمين).

لكنها لم تلقى قبولا واسعا في الشارع في ظل وجود فصيل عريض يؤيد سياسات الرئيس مرسي ونظامه وشرعيته كونه رئيسا منتخبا.

ويقول طلعت رميح إن "التجارب السابقة التي دعت فيها قوى المعارضة للمقاطعة لم تنجح".

ويرى ان "الجماهير مدفوعة بمشاعر القلق على الاوضاع تتجه للمشاركة في الانتخابات بمبرر عبور المرحلة الحرجة، واذا ما حدث ذلك فإنه يعطي للاخوان المسلمين وللوضع الحالي شرعية تغطي بمراحل على الشرعية السياسية التي تلعب عليها جبهة الانقاذ".

المقاطعة قد تصب في صالح قوى اخرى

ويعتقد رميح ان جبهة الانقاذ الوطني ارتكبت خطأ سياسيا وجماهيريا بمقاطعة الانتخابات.

ويقول إنها "تقدم خدمة كبيرة للاخوان المسلمين، لأن المشروعية الجماهيرية التي تكتسب بالاقبال على الانتخابات يضعف المشروعية السياسية التي هي وليدة اللحظة".

كما انها ستصاب بالقلق اذا تحول حزب النور السلفي لمعارضة رئيسية للاخوان المسلمين، لأن ذلك سيكون بلاشك على حساب رصيدها في الشارع.

وعلى خلاف موقف جبهة الانقاذ اعلن حزب النور الاثنين انه سيشارك في الانتخابات المقبلة، رغم توافق مطالبهما اخيرا.

وشهدت العلاقات بين حزب النور وجماعة الاخوان المسلمين مؤخرا توترا، خصوصا بعد اتهامات من قبل قيادات الاول للجماعة بالسعي للسيطرة على مفاصل الدولة.

ويرى عمار علي حسن بدوره، ان حزب النور لديه طموح ان يطرح نفسه بديلا للاخوان المسلمين، وقد يستفيد من قرار جبهة الانقاذ بالمقاطعة".

واوضح ان "الذين سيصوتون تصويتا عقابيا للاخوان قد يصوتون للنور، خاصة ان سياساته اتسمت في الفترة الاخيرة بالعقلانية والاتزان، بالاضافة لتواجده الكبير بالشارع".

ولم يستبعد حسن كذلك ان يقاطع حزب النور الانتخابات في حال "تأكد لديه ان الاخوان المسلمين يسعون لتزوير الانتخابات المقبلة (..) لاسيما اذا كانت هناك مساندة قوية للمقاطعة من قوى اقليمية، والتي ترى ضرورة حصار زيادة النفوذ الاخواني".

لكن رميح يستبعد ان يغير اي من الاحزاب التي قررت المشاركة في الانتخابات من موقفها، قائلا "اذا حدث تغيير في مواقف البعض فستكون من بعض الاطراف التي قررت مقاطعة الانتخابات"، في اشارة على ما يبدو الى احزاب جبهة الانقاذ.

[1] [2]

تعليقات