بكين   مشمس جزئياً~مشمس 16/0 

تحليل اخباري : مصر وايران بين مساعي التقارب ومخاوف المد الشيعي والأزمة السورية (2)

2013:04:01.08:31    حجم الخط:    اطبع

وقال حماد، ماكان لمصر أن توافق على عودة السياحة الايرانية لها حتى يطمئن الجانبان تماما الى ازالة المخاوف وازالة الهواجس عن بعضهما البعض، وطمأنة السلفيين خاصة والشعب المصري عامة إلى أن ايران لن يكون لها اي دور في مصر، وأن الايرانيين لن يروجوا للمذهب الشيعي في مصر.

واضاف ما حدث من احتقان التيارات السلفية وغضبها، واعلانها التصدي لأي تواجد ايراني في مصر سواء رسمي أو شعبي يؤكد خطأ القرار السياسي للنظام الحاكم بمصر تجاه ايران .

وحول الوضع في سوريا، أكد حماد أن المؤشرات الظاهرة من خلال تصريحات البلدين حول سوريا لا تؤشر إلى امكانية وجود اي تعاون بين القاهرة وطهران لحل الأزمة السورية نظرا لتعارض موقفيهما تماما خاصة مع قرار الجامعة العربية بمنح مقعد سوريا للائتلاف الوطني السوري المعارض ، واعلان ايران وروسيا والصين معارضتها لهذا القرار.

ولفت إلى أن الشيئ الوحيد الذي يمكن أن توافق عليه ايران في اطار حل الأزمة السورية ، اذا رغب النظام السوري نفسه هو خروج آمن للرئيس السوري بشار الأسد ولكن ايضا ليس الأن ، وأن يحظى خليفته بقبول ايران ، والحفاظ على الوجود الايراني في سوريا.

وذكرت مصادر لوكالة أنباء (شينخوا) طلبت عدم ذكر اسمها ، أن حسين أمير عبداللهيان نائب وزير خارجية ايران تناول خلال لقائه بالعربي والابراهيمي امكانية قبول مبادرة جنيف الثانية، والتي تتحدث عن حوار وطني شامل يضم جميع أطراف الأزمة السورية وبرعاية دولية ، وتشكيل حكومة ائتلافية انتقالية ، دون الحديث عن بقاء بشار من عدمه.

من جانبها، قالت الدكتورة ايمان أحمد عبدالحليم، خبير الشئون الايرانية، بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إن زيارة عبد اللهيان للقاهرة تأتي في اطار المحاولات الايرانية للانفتاح على مصر بعد الثورة، خاصة بعد خسارة طهران لحليفها الاستراتيجي بالمنطقة سوريا، مع التأكد من سقوط نظام بشار الاسد وأن ذلك مجرد مسألة وقت.

وأضافت عبدالحليم لوكالة أنباء (شينخوا) ، إن مصر ايضا ترى في فتح قنوات اتصالات واقامة علاقات بطهران، غير أن هناك الكثير من المحاذير تعوق أو تبطئ من وتيرة هذا الانفتاح منها ، الخوف من المد الشيعي ، كما أن مقاومة السلفيين لهذا التقارب ورفضها للتواجد الايراني بمصر يجعل من الاخوان المسلمين غير مستعدين لزيادة هوة الخلاف بينهم وبين السلفيين الذين لا يمكن التقليل من تأثيرهم بالشارع المصري.

وأوضحت أن هذه الرغبة المصرية بفتح قنوات اتصال وتقارب مع ايران تنطلق من رغبتها في ارسال اشارات الى دول الخليج العربي حول امكانية اقامة علاقات وطيدة بين البلدين، تحت وطأة الجفاء الذي اصاب العلاقات المصرية الخليجية خاصة بعد تولي الاخوان المسلمين زمام الامور في مصر.

واستطردت قائلة، "ولكن ادراك دول الخليج لذلك، ومعرفتها بالمخاوف المصرية من التقارب مع ايران وخاصة المد الشيعي، يفقد استخدامه كورقة ضغط على دول الخليج فاعليته، ومصر في ذات الوقت همها الأكبر عدم التضحية بعلاقاتها مع دول الخليج العربي لصالح علاقاتها مع ايران وانما تستخدمها فقط كورقة ضغط فقط".

وفيما يتعلق بالشأن السوري، فإن القادة الايرانيين حتى وأن كانوا يروا أن النظام السوري سينتهي على المدى الطويل، إلا ان النظام الايراني لايمكن أن يتخلى عن سوريا على المدى القصير، خاصة في ضوء الدعم السوري المستمر لحزب الله الشيعي في لبنان، وصعوبة تفكيك هذه التحالف الاستراتيجي الثلاثي حاليا.

[1] [2] [3]

تعليقات