وبرغم أن الحكومة تعلمت الكثير من تجربة وباء سارس، فإنه لا تزال هناك علامات على عدم النضج في التعامل مع الأزمة. حيث لم تخبر حكومة شانغهاي الجمهور بمسألة وفاة الحالتين بمرض أتش7 أن9 إلا عقب مرور حوالي شهر.
كما فشلت المدينة في توفير تفاصيل حول نفوق 14 ألف خنزير عثر على جثثهم طافية في نهر هوانغبو في الشهور الاخيرة. وهذا النهر يعتبر مصدرا رئيسيا لمياه الشرب في شانغهاي.
وبرغم أن الحكومة أبلغت مواطنيها ألا يقلقوا بشأن جودة مياه الشرب، إلا انها فشلت في الرد على تساؤلاتهم بشأن منشأ الخنازير وكيف انتهى بهم المطاف إلى النهر.
ومنذ حدوث الاصابات بانفلونزا الطيور في نفس المدينة والمناطق المتاخمة بعد اكتشاف الخنازير، ظهرت آراء حول احتمالات وجود روابط بين المسألتين.
وبرغم أن السلطات في شانغهاي قالت فى الاسبوع الجاري إنها لم ترصد اي حالة اصابة بانفلونزا الطيور من عينات الخنازير النافقة في النهر، إلا ان منظمة الصحة العالمية قالت إنها لا تستبعد أن تكون الخنازير هى حاملة للمرض.
ويجب ألا يهرب الفلاحون المسؤولون عن القاء الخنازير في النهر من اللوم. وأفادت الانباء أن الفلاحين في مقاطعة تشيجيانغ المجاورة ألقوا الخنازير في النهر، لانهم كانوا غير قادرين على بيع الخنازير النافقة إلى "مصنعى اللحوم" معدومي الضمير، بعدما شنت الشرطة المحلية حملة على تلك الانشطة.
وعلى الرغم من أن الحكومة قدمت تعويضات للفلاحين الذين نفقت حيواناتهم، فإن تلك التعويضات قدمت للفلاحين الذين يمتلكون أعدادا كبيرة من الحيوانات وهم يمثلون حصة في الصناعة الزراعية بالبلاد.
كما أن الطبيعة المفتتة لقطاع الزراعة تجعل من الصعب تطبيق اللوائح، في الوقت الذي ظهرت فيه فضائح عديدة مرتبطة بأمن الغذاء على مدار السنوات الأخيرة.
واذا كان هناك شيء تعلمته الصين وحكومتها من مرض سارس، فإن هذا الشيء هو أنه عندما يتعلق الأمر بالأمراض الوبائية فإنه لا حدود للحذر أو الأمانة. وقد تعلمت الحكومة الكثير على مدار عشر سنوات، ولكن هذا ليس كافيا.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn