محللون صينيون: تفجير بوسطن... يدفع الولايات المتحدة نحو مضمار جديد لمكافحة الإرهاب (2)

-- إعادة النظر في فكرة "الحرب على الإرهاب"

بعد وقوع الحادث، وصفه أحد مسؤولي البيت الأبيض بأنه عمل إرهابي رغم أنه لم يوضح ما إذا كان البيت الأبيض يعتبر هذا الحادث جزءا من مخطط أوسع.

ويرى وو أن الولايات المتحدة أطلقت فكرة "الحرب على الإرهاب" منذ كارثة 11 سبتمبر، وسجلت نتائج ملحوظة على مدار 12 عاما ولا سيما بمقتل أسامة بن لادن في العام المنصرم على أيدى قوة أمريكية خاصة وإحراز تقدمات متتالية في العمليات العسكرية بأفغانستان.

وأوضح وو أن الكارثة الجديدة تدل على أن "مكافحة الإرهاب ليست - كما توقعت الولايات المتحدة - معركة تركز خلالها على عدو محدد وتحقق الفوز النهائى من خلال عمليات عسكرية أو بتصفية قائد العدو، بل إنها عمل دوري يطلب جهودا مستمرة توافقا مع العولمة الاقتصادية.

وفي معرض تفسيره لوجهة نظره، قال وو إن التكامل الاقتصادي العالمي وتطور التكنولوجيات الرقمية يبسطان حركة الأفراد والاتصالات والخدمات اللوجستية، فضلا عن أنهما يسهلان البحث عن المعلومات الفنية المطلوبة لأي عمل إرهابي في ظل هذا العصر الرقمي.

وأضاف وو أنه بعد 12عاما على إنطلاق "الحرب على الإرهاب" في الولايات المتحدة، تمكن الإرهابيون من الكشف عن "نقطة ضعف" في الشبكة الأمريكية لمكافحة الإرهاب، لذا "يلزم تطوير نظام مكافحة الإرهاب حتى يتمكن من التصدي للوسائل الجديدة والحديثة التي يبتكرها الإرهابيون لتنفيذ عملياتهم ."

-- الحاجة الملحة إلى البحث عن مضمار جديد

مع إنطلاق التحقيقات التي تجريها الشرطة المحلية ومكتب التحقيقات الفدرالي وغيرهما من الهيئات الأمنية الأمريكية دون الكشف عن هوية منفذي التفجير أو دوافعهم، أذاعت قناة )(سي بي أس)( الأمريكية بعد بضعة ساعات من وقوع الحادث، خبرا بعنوان "استجواب السلطات لرجل سعودي بشأن التفجيرين"، وأوردت في الخبر أنه قد تم احتجازه نظرا لكونه "يتصرف بشكل مريب في مكان الحادث".

ورأى المحللون الصينيون أن إذاعة هذا الخبر تكشف عن وجود شئ ما من الشك والريبة بين الولايات المتحدة والعالم العربي بعد تحويل مركز الثقل وحجر الزاوية للعلاقات الثنائية بينهم إلى التعاون في مجال "مكافحة الإرهاب" وإهمال مجالات التعاون المحتملة الأخرى.

وقال دياو دا مينغ، الخبير في مركز دراسات الشؤون الأمريكية بأكاديمية العلوم الاجتماعية ، إن القضاء على الإرهاب لن يتحقق إلا من خلال تسوية مشكلة عدم التوازن ومعضلة هيمنة "القوة العظمي" على العالم، مضيفا أن تصنيف الولايات المتحدة لدول بعينها بأنها "دولا راعية للأرهاب" وشن الحرب ضدها قد يشجع الإرهابيين على ارتكاب المزيد من الهجمات.

ولفت دياو إلى أن "تغيير أوباما إستراتيجيته في ولايته الرئاسية الأولى عبر كلمته أمام جامعة القاهرة قبل خمس سنوات كان بمثابة خطوة جيدة ولكنها غير كافية"، مضيفا أن "التصالح والتفاهم وتقبل الحضارات الأخري وعدم ارغام الآخرين على تطبيق الديمقراطية الأمريكية من خلال اللجوء إلي الوسائل العسكرية هو الحل المستدام لتجنب الإرهاب الذي يستهدف الولايات المتحدة على نحو خاص."

وخلص المحللون الصينيون إلى أنه بعد 12 عاما شهد فيها "العم سام" ذكريات مؤلمة خلال حربين من أجل مكافحة الإرهاب، ستترك كارثة بوسطن دون أدني شك تأثيرا بالغا على نفسية الشعب الأمريكي وستحفز الولايات المتحدة في الفترة القادمة على التفكير مليا في الحاجة الملحة إلى البحث عن مضمار جديد لمكافحة هذا الخطر.

/مصدر: شينخوا/