تقرير إخباري: المقريف يعزل نفسه سياسيا باستقالته من المؤتمر الوطني الليبي (2)

وعن الأسباب التي جعلت المقريف يقدم توضيحات هامة وحساسة حول شكل المشهد السياسي السائد والصراع الحاصل بين الأحزاب، يرى عز الدين عقيل رئيس حزب الائتلاف الجمهوري المعارض "خروجه ساهم في تحرره من ضغوطات منصب رئيس البرلمان الليبي، فقد حاول من خلال انتقاده لأداء الأحزاب أن يرفع الضمادات عن بعض الجروح التي تمثل واقع ليبيا السياسي".

ويضيف عقيل في حديثه لـ((شينخوا)) "الرجل معارض وسياسي مخضرم ويمتلك من الأدوات ما تؤهله للتأثير في خصومه السياسيين".

ووصف محمد المقريف المعارض البارز والعضو المؤسس لحزب جبهة الإنقاذ الوطنية، الإحزاب السياسية بأنها تعمل لمصالحها وتتناسى المصلحة الوطنية، وعلق بالقول "التعصب الأعمى للحزب ومصالحه وقبل مصلحة الوطن، مقيت ومذموم ومصدر إفساد للديمقراطية والحياة السياسية".

وتطرق المقريف للمشاكل والعوائق أمام السلطتين التنفيذية والتشريعية، وقال "لقد واجهت أنا وأعضاء المؤتمر تحديات جمة لأداء المهام التي انتخبنا من أجلها الليبيون، وتوقعنا احترام المواطن لهذه الشرعية التي أصدرت جملة من القرارات، التي جاهدت من أجل أن تعبر عن تطلعات أبنائنا وشبابنا".

وأضاف المقريف أن "الشرعية هي تعبير عن مزاج الأمة"، مشددا على أن "استخدام السلاح خارج شرعية الدولة أمر غير مقبول فرضته جماعات منتحلة للشرعية الثورية".

وعقب الجلسة المسائية للمؤتمر الوطني الليبي والتي خصصت لإعلان المقريف استقالته من المؤتمر، كشف المتحدث باسم المؤتمر الوطني العام عمر حميدان في مؤتمر صحفي عن الشخصية التي ستخلف المقريف، وأوضح حميدان "بحسب اللوائح الداخلية للمؤتمر فإن النائب الأول جمعة اعتيقة هو من سيخلف المقريف في الرئاسة بشكل مؤقت، لحين إجراء عملية انتخاب رئيس جديد من داخل أعضاء المؤتمر".

وعن إمكانية ترشيح الأحزاب السياسية لرئيس توافقي لرئاسة المؤتمر، أكد حميدان "لا توجد لغاية اللحظة اسماء بعينها لخلافة المقريف في سدة الرئاسة، لكن الأمر دون شك سيعرض من خلال جدول اعمال البرلمان في الأيام القادمة".

وبموجب اللوائح التنظيمة الداخلية للمؤتمر الوطني (البرلمان) الليبي فإن النائب الأول للرئيس هو من يخلفه أو نائبه الثاني بشكل مؤقت، وإذا تعذر ذلك فيتولى العضو الأكبر سنا في المؤتمر الرئاسة لحين انتخاب رئيس جديد من قبل أعضاء المؤتمر الوطني.