تقرير إخباري: مصر تعلق بهدوء على "مفاجأة" أثيوبيا تحويل مجرى النيل (2)

كما استبقت الخطوة الأثيوبية نتائج تقرير مرتقب صدوره نهاية الشهر الجاري من اللجنة الثلاثية المشكلة من خبراء من مصر والسودان وأثيوبيا لتقييم سد النهضة.

لكن المتحدث باسم الرئاسة المصرية قال اليوم " إننا ننظر إلى هذا القرار باعتباره إجراء طبيعيا ".

وتابع أن " هناك لجنة ثلاثية من المفروض أن تقدم تقريرا حول هذا الموضوع ومن المنتظر صدوره غدا الأربعاء، وعندما يتم الاطلاع عليه سيتم إعلان موقف مصر من هذا الموضوع بشكل كامل "، دون توضيح طبيعة هذا الموقف.

بدوره، قال وزير الموارد المائية والري المصري محمد بهاء الدين، في تصريحات صحفية اليوم، " مازلنا في انتظار ما تسفر عنه أعمال اللجنة الثلاثية "، لافتا إلى أن هناك " سيناريوهات جاهزة " لكافة النتائج المتوقعة والمبنية على التقرير الفني للجنة الثلاثية.

وأوضح بهاء الدين أن إجراءات تحويل مسار الأنهار عند مواقع انشاء السدود هو " إجراء هندسي بحت " يهدف إلى إعداد المواقع لبدء عملية الإنشاء، لكن عملية التحويل لا تعني منع جريان المياه.

لكنه شدد على أن موقف مصر المبدئي هو عدم قبولنا لأي مشروع يؤثر بالسلب على التدفقات المائية الحالية التي تعود من خلال التحويلة إلى المجرى الرئيسي مرة أخرى، مؤكدا أن بدء إثيوبيا في إجراءات إنشاء سد النهضة والتي تجري منذ فترة لا تعني موافقة مصر على إنشائه.

قال الوزير المصري إن " أزمات توزيع المياه التي نواجهها في مصر هذه الأيام وشكاوى المزارعين من نقص المياه تؤكد أننا لا نستطيع التفريط في نقطه مياه واحدة من الكمية التي تأتي إلينا من أعالي النيل"، مؤكدا في الوقت نفسه، عدم معارضة مصر لأي مشروع تنموي في أي دولة من دول حوض النيل مع عدم إضراره بدولتي المصب (مصر والسودان).

وتعد أثيوبيا واحدة من ست من دول المنبع في حوض النيل، هي بجانبها اوغندا ورواندا وتنزانيا وكينيا وبوروندي، وقعت منتصف عام 2010 في عنتيبي اتفاقية جديدة لتقاسم مياه النيل، تحتج عليها مصر والسودان (دولتا المصب).

وتمنح هذه الاتفاقية خصوصا لهذه الدول الحق في تطوير مشاريع ري وسدود مائية دون اذن مسبق من مصر بخلاف ما ينص عليه اتفاق عام 1929 بين القاهرة والمستعمر البريطاني الذي روجع عام 1959.

ويتخوف السودان ومصر ان تؤثر هذه المشاريع على حصصهما التاريخية من مياه النيل، والتي تمنح مصر 55.5 مليار متر مكعب والسودان 18.5 مليار متر مكعب، أي بنسبة 87 فى المائة من المياه.

وستجري عملية تحويل مجرى النيل الأزرق في مكان قرب موقع بناء سد النهضة عبر " قناة جانبية " تم انشاؤها سوف تصب المياه في المجرى الطبيعي خلف انشاءات السد، حسب المتحدث باسم الحكومة الاثيوبية شيملز كمال.

ونقلت وكالة أنباء (الشرق الأوسط) الرسمية المصرية عن كمال قوله، إن عملية إعادة مياه النهر إلى مساره الطبيعي سوف تجري بعد الانتهاء من بناء السد.