تقرير إخباري: موجة من العنف تضرب ليبيا في ظل أجواء من التوتر السياسي (2)

وامتدت أعمال العنف الى مدينة مصراتة (300 كلم شرق طرابلس) حيث أطلق مجهولون ملثمون يستقلون سيارة عسكرية مموهة الرصاص على أحد العاملين السابقين بجهاز الأمن الداخلي فترة حكم القذافي في المدينة وأردوه قتيلا ليل الإثنين.

وقال مصدر محلي لـ ((شينخوا)) إن " مجهولين قتلوا احد العاملين بجهاز الأمن الداخلي السابق في مصراتة وهو سالم عمر ابورويص".

وكانت مدينة بنغازي شهدت عمليات اغتيال مماثلة طالت ثلاثة اشخاص اثنان منهما ضابطان في الجيش والثالث مدني يرجح ان شقيقه العضو في جهاز الأمن الداخلي السابق كان هو المقصود ، بحسب الحجازي.

فقد اغتالت مجموعة مجهولة الهوية ضابطا كبيرا في سلاح الجو الليبي بعد أن قامت باختطافه ليل الخميس فجر الجمعة الماضية في منطقة القوارشة الواقعة بالمدخل الغربي لمدينة بنغازي.

واختطف المجهولون العقيد طيار عقيلة ميلود العبيدي خلال ذهابه لمنطقة القوارشة لتوصيل صديقه إلى بيته ليل الخميس فجر الجمعة لكن تم إيقافهما واختطافه ومن ثم اغتياله.

وفي ليلة السبت تم اغتيال العقيد في الجيش الليبي عادل البرعصي في مدينة بنغازي بإطلاق رصاص عليه من قبل مجهولين.

والاثنين ، قتل مواطن يدعى أسامة الترهوني بعد أن انفجرت السيارة التي كان يستقلها في مدينة بنغازي فيما تعاني زوجته العديد من الجروح البليغة.

ورجح الحجازي أن يكون المستهدف من هذه العملية شقيق المتوفي الذي كان يعمل فترة النظام السابق في جهاز الأمن الداخلي.

وشهدت مدينة درنة (1300 كلم شرق العاصمة طرابلس) خلال اليومين الماضين مقتل ضابطين أحدهما في الجيش والآخر مسن متقاعد من جهاز الأمن الداخلي.

فقد قتل ليل الأربعاء الماضي آمر مكتب البحث والإنقاذ التابع لرئاسة السلاح الجوي العقيد طيار فتحي على العمامي رميا بالرصاص، فيما قتل رميا بالرصاص الليلة قبل الماضية ضابط متقاعد من جهاز الأمن الداخلي في المدينة وفقا لما قاله مسؤول محلي لـ ((شينخوا)).

وغالبا ما تنسب هذه العمليات إلى إسلاميين يوصفون بالمتشددين انتقاما مما عانوه في فترة نظام القذافي ، لكن أي من التحقيقات لدى السلطات الأمنية لم تكشف عمن يقف وراء مثل هذه العمليات واستهداف مصالح غربية في مختلف أنحاء البلاد.

واستهدفت ممثليات دول غربية عدة في ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي العام 2011، وخصوصا في شرق البلاد مهد الثورة ضد القذافي ومعقل الجماعات الإسلامية.

وفي 11 سبتمبر 2012، شن إسلاميون هجوما على القنصلية الأمريكية في بنغازي قتل فيه السفير الأمريكي في ليبيا كريس ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين.

كذلك، أسفر تفجير سيارة مفخخة استهدف السفارة الفرنسية في طرابلس عن جريحين في 23 إبريل الماضي.

وتأتي موجة العنف الأخيرة بالتزامن مع خلافات سياسية ولدها اعتماد المؤتمر الوطني العام (البرلمان) ، أعلى سلطة تشريعية في البلاد ، لقانون انتخابا الهيئة التأسيسية التي ستكتب دستور البلاد الدائم.

وخصص المؤتمر حصة من ستة مقاعد فقط من أصل 60 للنساء ، كما اختار أن تكون الترشيحات "فردية" على حساب الاقتراع على أساس اللوائح فيما خصص ستة مقاعد أخرى لاقلية الامازيغ التي أعلنت مع اقليات التبو والطوارق رفضها للقانون منددة بـ "تهميشها" .