تعليق: أهداف ودلالات أول زيارة وزير الخارجية الصيني إلى العراق بعد 23 عاما (2)

وقال وانغ يي، أن التعاون في مجال الطاقة وإعادة اعمار البنية التحتية وتحسين سبل العيش في العراق تمثل ركيزة مهمة في التعاون بين الجانبين. وأضاف وانغ، أن الشركات الصينية العاملة في قطاع النفط في العراق لسنوات عديدة، وذوي الخبرة والتكنولوجية الناضجة مستعدة لمساعدة الجانب العراقي على بناء سلسلة إنتاج نفطية كاملة وتعزيز مستوى صناعة النفط العراقية. وأكد وانغ ،أن الصين سوف تواصل دعم وتشجيع الشركات أكثر تنافسية وذات السمعة الطيبة على المشاركة في التعاون مع العراق في مجال الكهرباء، والاتصالات السلكية واللاسلكية، والموانئ وغيرها من المشاريع الرئيسية ذات الصلة ببناء البنية التحتية، وزيادة تعزيز التعاون في مجالات الزراعة والعلوم والتكنولوجيا. وفي الوقت نفسه، سوف تشجع الصين الشركات الصينية المختصة في لتوسيع مشاركتها في الرعاية الصحية العراقية، وإعادة اعمار لشبكات المياه والصرف الصحي وغيرها من مرافق البنية التحتية الأخرى. كما أن هناك حاجة إلى الدعم لتعزيز قدرات التنمية المستقلة في العراق لتدريب الموهوبين لمساعدة على خلق المزيد من فرص العمل في العراق.

في الواقع، أصبحت الشركات الصينية القوة الرئيسية لإعادة الاعمار في العراق ما بعد الحرب في السنوات الأخيرة، كما شهدت التجارة الثنائية بين الصين والعراق نموا سريعا أيضا. وأظهرت البيانات التي أصدرتها الأمم المتحدة أن حجم التجارة بين الصين والعراق تضاعف 34 خلال الفترة 2003-2012 ، ليصل إلى 17.5 مليار دولار أمريكي عام 2012. وفي الوقت نفسه، أصبح العراق سادس مورد للنفط الخام للصين. وتشارك شركة البترول الوطنية الصينية (سينوبك) في إنتاج عدد كبير من حقول النفط في العراق. وقال نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الدكتور حسين الشهرستاني في أغسطس الماضي، أنه من المتوقع أن تزيد الصين من الطلب على النفط الخام العراقي في عام 2014، مقارنة مع المستوى الحالي، ومن المرجح أن يرتفع الطلب الصيني الى70% لتصل إلى 850 ألف برميل يوميا.

وأكد رئيس الوزراء نوري المالكي في لقاء مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن الصين أصبحت اكبر شريك تجاري للعراق.

وقال مبعوث الصين الخاص لقضية الشرق الأوسط وو سيكه، أن تطوير الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب أهم القضايا التي تواجهها العراق. وأن الصين والعراق لديهما تعاون واسع النطاق في بناء البنية التحتية والطاقة والاتصالات وتدريب وتنمية الموارد البشرية.وبالإضافة إلى المجالات التقليدية، ناقش الجانبان أيضا استكشاف الطاقة الجديدة، والاستخدام السلمي للطاقة النووية، والتعاون في مجال القضاء وغيرها من المجالات.

الجدير بالذكر أن الرئيس الصيني شى جين بينغ اقترح في العام الماضي "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري في القرن الـ21 "، والعراق بموقعها الاستراتيجي سوف تصبح مفترق الطرق على طول هذا الطريق. وقال وانغ يي في لقاء مع زيباري أيضا أن بناء الصين والعراق "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري في القرن الـ21 " هو بناء منصة تعاون لتحقيق التنمية المشتركة، وتعزيز العمل المشترك على حد سواء، والعمل معا لتعزيز تحرير التجارة وتسهيل الاستثمار، والسوق والتكنولوجيا ومزايا تكميلية أخرى.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/