تعليق: ثلاث فرص إستراتيجية للعلاقات الصينية ـ الأوروبية (2)

ثانيا: فرصة لترقية العلاقات على المستوى الثنائي

على مدى العقد الماضي، كانت الصين هي ثاني أكبر شريك تجاري للإتحاد الأوروبي، وهوبدوره أكبر شريك للصين. لكن العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا ترتقي حاليا من "قيادة التجارة" إلى "نمط بالمحرك المزدوج: الاستثمار والتجارة" ، ومن القيادة التجارية إلى محرك ثلاثي العجلات (الاقتصاد ـ السياسة ـ العلوم الإنسانية). و قد بدأت المفاوضات بشأن إتفاقية إستثمارية بين الصين والاتحاد الأوروبي بعد " معاهدة ليشبونة" ، ويمكن للمفاوضات أن توفر إتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد و الصين. وقد تجاوزت الاستثمارات الصينية في دول الإتحاد الأوروبي إستثمارات الدول الأوروبية في الصين عام 2012، ووقع البنك المركزي الصيني والبنك المركزي الأوروبي عام 2013 لمبادلة العملة بين الجانبين بقيمة 350 مليار يوان (45 مليار يورو)، والاتفاق صالح لمدة 3 سنوات ويمكن تمديده بموافقة الطرفين، والمزيد من هذه المعاملات المتبادلة سوف تجعل العلاقات التجارية الصينية الأوروبية أكثر توازنا.

ثالثا، فرصة من التعاون على الصعيد الدولي

إقترحت الصين بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وبناء طريق الحرير البحري للقرن الـواحد و العشرين. والهدف الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي هو بناء منطقة تجارة حرة تمتد من لشبونة الى فلاديفوستوك، وهذه الإستراتيجية على طول الطريق المماثل للإستراتيجية الصينية. وإذا أمكن الربط بين الإستراتيجيتين، سوف يعطي التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي مفاهيم جديدة للتكامل القاري الأوراسي والعولمة البحرية.
يعتبر التعاون في مجال السلام والأمن أحد أبرز أشكال التعاون على الصعيد الدولي. وقد وضعت" خطة التعاون الإستراتيجية بين الصين والاتحاد الأوروبي2020" التعاون في مجال السلام والأمن في المقام الأول للتطلعات الجديدة في التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي، مما غير إنطباع البعد الجيوسياسي و الإستراتيجي للعلاقات بين الجانبين. ثم إن المفاوضات بين الصين والاتحاد الأوروبي حول القضايا المحيطة بها في إفريقيا وآسيا الوسطى وأمريكا اللاتينية تبرز تجاوز ظلال الاتحاد الأوروبي حلف شمال الأطلسي، و في محاولة لتسليط الضوء على الدور الأمني والمشاركة بنشاط في الشؤون الأمنية في آسيا والمحيط الهادئ، وأيضا توقعات التعاون الأوروبي في شؤون آسيا والمحيط الهادئ. كما أن الأزمة الأوكرانية جعلت التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي أكثر إلحاحا، وتشكل قضايا تغير المناخ والأمن الإلكتروني والإنتشار النووي والإرهاب، القرصنة والصراعات الدولية تهديدا خطير للأمن الدولي، وهذا يحث على التعاون الأمني بين الصين والإتحاد الأوروبي. كما أن التعاون بين الصين والإتحاد الأوروبي في مجال الأمن العالمي والإقليمي الفعلي يمتد من قواعد الاستثمار إلى الشبكة العنكبوتية، وتغير المناخ والبيئة، والتمويل، وتكنولوجيا اللاسلكي لتعزيز عالم متعدد الأقطاب، ودمقرطة العلاقات الدولية.

تدفع فرص الاستراتيجيات الثلاث الكبيرة بترقية مستوى العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي. وخلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أوروبا، سوف تعلن وثائق صينية سياسية بشأن الاتحاد الأوروبي، وإنشاء دور الصين والاتحاد الأوروبي في العالم و وضعية جديدة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/