قوانغدونغ: عبقرية سياسة الانفتاح في الصين (2)

منذ بداية سياسة الإصلاح والانفتاح في عام 1978، صارت مدن شينزن وتشوهاي وشانتو مناطق تتمتع بوضع اقتصادي خاص، كما أنه تم اعلان غوانزو وتشانجيانغو دلتا نهر اللؤلؤ (Pearl River) مناطق مفتوحة. وقد أسهمت هذه العوامل في رفع معدلات التنمية في مختلف مدن المقاطعة لتصبح واحدة من المناطق الأكثر تطوراً في الصين لكون أن أسواقها تتمتع بحراك تجاري كبير وتتمتع ببيئة تجارية واستثمارية جاذبة.

عاصمة المقاطعة غوانزو لا تمثل فقط المركز السياسي للمقاطعة، بل تتجاوز ذلك لتشكل مركزا ًاقتصاديا وثقافيا هاما. وتجدر الاشارة في هذا المقام إلى أن مدينة غوانزو تنظم معرض الاستيراد والتصدير الذي صار من أهم المعارض التجارية العالمية، ويتم تنظيمه مرتين في العام وهو ما يتيح فرصاً كبيرة للتبادل التجاري على المستوى الدولي.

أما مدينة شينزين فهي معروفة بالصناعات الالكترونية المتطورة في حين أن مدن دونغوان وتشوهاى وتشونغشان وشوند، يوجد بها العديد من المصانع المتخصصة في صناعة الأدوات والأجهزة المنزلية. إلى جانب ذلك تزدهر الزراعة جنباً إلى جنب مع التطور الصناعي الذي لم يكن خصماً عليها، حيث زاد انتاج الحبوب والفواكه وقصب السكر في حول نهر اللؤلؤ، كما تم تطوير انتاج المحاصيل الاستوائية في شبه جزيرة ليتشو.

تعد مدينة شينزين من أكبر المناطق الاقتصادية الخاصة في الصين، يبلغ عدد سكانها حوالي 7 ملايين نسمة. وحتى العام 1980 كانت مجرد قرية صغيرة تسمي باو آن، لا يزيد عدد سكانها عن 20 ألفا ويقتصر نشاطها على النشاطات العادية التي يمارسها معظم سكان القرى. لكن تحولت المدينة خلال السنوات القليلة الماضية إلى مدينة حديثة ولا تختلف كثيراً عن جزيرة هونغ كونغ.

تزدهر في شينزين الصناعات الخفيفة من ذلك إنتاج التحف والأعمال الفنية والصناعات التقليدية والمنسوجات والأدوية ومواد البناء. وتشكل المدينة المصدر الأساسي الذي يلبي حاجات هونغ كونغ من مياه الشرب والمواد الغذائية. ومن أهم المزايا الاقتصادية التي تميز مدينة شينزينأن الضرائب فيها أقل من تلك المعمول فيها في باقي مناطق الصين، وأيضاً وجود العمال ذوي الأجور المنخفضة الذين تجتذبهم الفرص المتوفرة للوظائف والأعمال المختلفة.

تدل المؤشرات الاقتصادية الرئيسية لمقاطعة قوانغدونغ مثل الناتج المحلي الإجمالي، والاستثمار الأجنبي المباشر، وحجم الصادرات والإيرادات المحلية، والاستثمار في الأصول الثابتة، ومجموع مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية، أنها تحتلال مرتبة الأولى بين المقاطعات الصينية ولسنوات.

كما تم تسجيل إنجازات كبيرة في المشروعات الاجتماعية الأخرى التي ينعكس مردودها على الناس العاديين. الناتج المحلي الإجمالي في قوانغدونغ وصل إلى 1,003 ترليون دولار أمريكي وبلغ إجمالي حجم الواردات والصادرات1,09 ترليون دولار أمريكي.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/