تقرير اخباري: مظاهرات في طرابلس وبنغازي دعما لـ "عملية الكرامة"

طرابلس،بنغازي 23 مايو 2014 / تظاهر آلاف الليبيين اليوم(الجمعة) في العاصمة طرابلس وبنغازي وعدة مدن أخرى دعما لـ "عملية الكرامة" التي يقودها اللواء المتقاعد من الجيش خليفة حفتر منذ أسبوع لمكافحة ما وصفه بالإرهاب في البلاد.

وتجمع آلاف الليبيين في ساحة الشهداء وسط طرابلس وأكدوا دعمهم لـ"عملية الكرامة لمكافحة الإرهاب" مرددين شعارات تدعو إلى دعم المؤسسة العسكرية والشرطية الرسمية في مختلف ربوع البلاد.

وطالب المتظاهرون في العاصمة كل المليشيات المسلحة بمغادرة طرابلس والبقاء بعيدة عن الساحة السياسية.

وقالت لمياء مصطفى (41 عاما - موظفة) من منطقة سوق الجمعة ،إنها شاركت اليوم بتظاهرة ميدان الشهداء للمطالبة بضرورة التسريع بتفكيك التشكيلات غير الشرعية وتسليم أسلحتها للجيش.

وأكدت لمياء لوكالة أنباء ((شينخوا)) رفضها لأي تشكيلات عسكرية غير شرعية داخل طرابلس داعية الى مغادرتها خارج العاصمة.

فيما دعا خالد عاشور الطالب بكلية الهندسة البرلمان الى الموافقة على المبادرة التي طرحتها الحكومة لحل الأزمة "حتى لا ندخل في حرب أهلية بين مختلف الكتائب المسلحة ستقضي على الجميع".

وكان رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) نوري أبوسهمين أصدر الاثنين بوصفه القائد الأعلى للجيش قرارا باستقدام قوة من الثوار من مصراتة "لحماية العاصمة".

وجاء قرار أبوسهمين على خلفية ما تشهده ليبيا بما فيها العاصمة طرابلس من توتر أمني كبير على خلفية معارك عنيفة اندلعت مؤخرا بين مجموعة مسلحة شبه عسكرية غير نظامية يقودها اللواء حفتر ، ضد مجموعات من المسلحين الإسلاميين في بنغازي أوقعت عشرات القتلى، تعتبرها السلطات الليبية "محاولة انقلاب".

ونقل شهود عيان أن عددا من الميليشيات من مصراتة المنتسبين لـ(درع الوسطى) دخلوا إلى ضاحية طرابلس الجنوبية الخميس، ما عزز الخشية من حصول مواجهات مع ميليشيات الزنتان المنافسة.

وليل الأربعاء سقطت عدة صواريخ (جراد) في منطقة صلاح الدين ما تسببت في جرح مدنيين فيما هاجمت ميليشيات مسلحة مقارا لرئاسة أركان الدفاع الجوي في تاجوراء عقب إعلان رئيسها العميد جمعة العباني انضمامه ووحداته لعملية الكرامة.

وفي بنغازي ، تظاهر الآلاف في ساحة تقع مقابل فندق "تبستي" وسط المدينة دعما لـ "عملية الكرامة".

وردد المتظاهرون شعارات تطالب اللواء المتقاعد خليفة حفتر بـ"مواصلة عملية تطهير البلاد من الإرهاب".

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "بنغازي مع اللواء خليفة حفتر"و "نعم لعملية الكرامة " و"كرامة الوطن كرامتنا جميعا نعم للأمن والأمان" مؤكدين أنهم يقفون صفا واحدا مع الجيش لـ"تطهير البلاد من الإرهاب".

وهتف المتظاهرون في بنغازي وطرابلس ضد الكتائب المسلحة والدروع معتبرين أنها "السبب في تردي الوضع الأمني في البلاد".

في المقابل، تظاهر مئات من الثوار الإسلاميين في ساحة الحرية الواقعة إلى جانب محكمة شمال بنغازي معلنين رفضهم للعملية التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

واستنكر هؤلاء المتظاهرون ما وصفوه ب"محاولة الانقلاب العسكري على الشرعية" معتبرين أن العملية التي يقودها حفتر تعد مساسا بثورة 17 فبراير التي سقط على إثرها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في عام 2011.

وردد المتظاهرون شعارات قالوا فيها إن "زمن الانقلابات قد ولي" وان "السيناريو المصري لن يتكرر في ليبيا" لافتين إلى أن "اللواء حفتر وجه آخر للقذافي" على حد وصفهم.

لكن مشاركين آخرين في هذه التظاهرة دعوا إلى مزيد من التعقل وعدم جر البلاد إلى حرب أهلية مذكرين بحرمة القتال بين الليبيين في كل وقت وخصوصا في الأشهر الحرم، كما طالبوا ببناء صحيح للجيش والشرطة.

ووفقا لمراسلي وكالة أنباء ((شينخوا)) فإن عربات أمنية تابعة لمديريات أمن طرابلس وبنغازي أمنت المظاهرات التي تدعم "عملية الكرامة" فيما حلقت مروحية تابعة للشرطة في سماء مدينة بنغازي.

ودعا المتظاهرون كافة بمختلف مشاربهم الى الحفاظ على مبدأ التداول السلمي على السلطة، مؤكدين وجوب إجراء انتخابات برلمانية مبكرة يغادر على إثرها المؤتمر الوطني العام أعلى سلطة تشريعية في البلد.

وبات المؤتمر الوطني العام، موضع انتقاد واحتجاج العديد من القوى السياسية والعسكرية منذ نهاية ولايته الأصلية في فبراير الماضي وخصوصا بعد العملية العسكرية في شرق البلاد التي شنتها قوات حفتر الذي قال إنه يحارب "المجموعات الإرهابية" في حين تتهمه السلطات الانتقالية بتدبير "محاولة انقلاب".

وأبدى العديد من الضباط والوحدات العسكرية تأييدهم لحفتر الذي شدد مساء الأربعاء الضغط على السلطات الحاكمة في ليبيا مطالبا بتشكيل"مجلس رئاسي" مدني لقيادة المرحلة الانتقالية في البلاد التي قال إنها أصبحت "وكرا للإرهابيين الذين سيطروا على مفاصل الدولة".

من جهتها ، قالت الحكومة الخميس انها أعدت قانونا لمكافحة الإرهاب الذي لا يزال يتعين أن يصادق عليه المؤتمر الوطني العام الذي يتهم الليبراليون الكثير من أعضائه المتشددين بالتواطؤ مع الجماعات الإسلامية المتطرفة خصوصا في شرقي البلاد.

وكانت الحكومة الليبية طرحت مبادرة لحل الأزمة في البلاد تتضمن دخول البرلمان في إجازة حتى موعد انتخاب مجلس النواب في 25 يونيو المقبل.

ومنذ الاطاحة بنظام القذافي ، تشهد ليبيا انفلاتا أمنيا واسعا يتمثل بعمليات اغتيال واختطاف والاعتداء على مقار حكومية ودبلوماسية.