مقال حصري: "مقاومة الإرهاب"، عامل جديد لتعزيز التعاون بين الصين والعالم العربي

بقلم وليد عبدالله، باحث تونسي في شؤون الصين وشرق آسيا- بكين

شهدت مدينة أورومتشي يوم أمس، الـ22 من مايو، تفجيرا إرهابيا خلف 30 قتيلا و90 جريحا، وجاء هذا التفجير بعد الهجوم الإرهابي الذي شهدته محطة للسكك الحديدية في مدينة كونمينغ، خلف 29 قتيلا و143 جريحا، ما مثل تصعيدا إرهابيا خطيرا وغير مسبوق في الصين، وطرح تحديات أمنية كبيرة على الحكومة الصينية.

لكن، الصين ليست وحدها التي تواجه مخاطر آفة الإرهاب، بل تواجه مختلف الدول العربية بدون إستثناء، مخاطر إرهابية كبيرة تهدد إستقرارها السياسي وأمنها الإجتماعي، وفي ظل الإضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة، أدت الأنشطة التخريبية والإجرامية للمنظمات الإرهابية إلى دفع عدة دول عربية إلى حافة "الدولة الفاشلة"، كما مثلت عقبة كبيرة أمام التنمية الإقتصادية والإجتماعية في عدة بلدان عربية أخرى.

ونظرا لأن ظاهرة الإرهاب قد أخذت بعدا دوليا واسع النطاق، ونمطا تكاثريا، يسعى لإختراق مختلف الدول، أصبحت مقاومة الإرهاب أحد مجالات التعاون الهامة بين الدول العربية والعديد من شركائها الدوليين، سيما الولايات المتحدة والإتحاد الإوروبي. لكن، وفي ظل إتجاه الإرهاب للتغلغل شرقا، بات من الضروري بالنسبة للجانب العربي والصيني تعزيز التعاون على مستوى مقاومة الإرهاب، لتحقيق مقاومة دولية شاملة وفعالة لهذه الظاهرة التي تستهدف الجميع. ويمكن للجانب الصيني والعربي تعزيز التعاون في مقاومة الإرهاب على المستويات التالية.

أولا، التعاون الأمني؛ تمتلك بعض الحكومات العربية تجربة طويلة في مقاومة الإرهاب، مثل الجزائر، التي تمكنت من الخروج من "العشرية السوداء" بأخف الأضرار، وكرست قوتها الناعمة والصلبة معا لإحتواء هذه الظاهرة. ونظرا لأن الحكومات العربية والحكومة الصينية بصدد تنفيذ سياسات مقاومة للإرهاب، يمكن للجانبين تعزيز التعاون الأمني وتبادل الخبرات في هذا المجال. من جهة أخرى، تعاني بعض الدول العربية التي تشهد إستفحال ظاهرة الإرهاب، تخلفا على مستوى التجهيزات الأمنية والمعدات الخاصة بمقاومة الإرهاب، وهنا، من المفيد أن تقوم الصين بمساعدة هذه الدول على تحسين بنيتها الأساسية في مقاومة الإرهاب، ورفع مستوى التنسيق الحكومي معها في هذا الجانب. كما يحتاج الجانبين إلى تعزيز التعاون المعلوماتي حول الإرهاب.