أوباما : الإرهاب ما زال يمثل أكبر تهديد مباشر لأمريكا

صرح الرئيس الأمريكى باراك أوباما هنا يوم الأربعاء بأنه يعتقد أن الإرهاب سيظل يمثل أكبر تهديد مباشر لأمريكا في الداخل والخارج في المستقبل القريب.

بيد أن أوباما أكد على ضرورة قيام الولايات المتحدة بتغيير إستراتيجيتها المتعلقة بمكافحة الإرهاب، واصفا الممارسة الخاصة بغزو كل دولة تأوى شبكات إرهابية بأنها "ساذجة وغير قابلة للاستمرار".

وقال إنه اعتمادا على النجاحات ومواطن الضعف في خبرتها بالعراق وأفغانستان، يتعين على أمريكا أن تكون "شريكا أكثر فعالية مع الدول التي تسعى فيها شبكات إرهابية إلى الحصول على موطىء قدم".

ومستشهدا بأفغانستان كمثال على ذلك، لفت إلى أن الولايات المتحدة دربت مئات الآلاف من الجنود ورجال الشرطة الأفغان على القيام بمواجبهم الأمني في بلدهم، وسوف تختتم البعثة القتالية لأمريكا أعمالها في هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطي بحلول نهاية العام الجاري.

فقد أعلن أوباما يوم الثلاثاء الماضي أن آخر جندى أمريكي سيغادر أفغانستان في نهاية عام 2016.

وذكر أثناء إلقاء خطاب في وست بوينت "والآن ونحن ننتقل إلى مهمة التدريب وتقديم النصح في أفغانستان، فإن وجودنا المخفض هناك سوف يتيح لنا فرصة مواجهة التهديدات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على نحو أكثر فعالية".

وأشار الرئيس إلى أنه يدعو الكونجرس الأمريكى إلى دعم إقامة صندوق جديد للشراكة في مكافحة الإرهاب قيمته 5 مليار دولار للمساعدة في التدريب وبناء القدرة وتقديم التسهيلات إلى الدول الشريكة التي تقف في الخطوط الأمامية.

وشدد أوباما على أن الشراكة التي وصفها لن تمحو الحاجة إلى القيام بعمل مباشر عند الضرورة لحماية أمريكا نفسها، ولكن عليهم الالتزام بالمعايير التي تعكس القيم الأمريكية.

كما أكد الرئيس أنه سيقدم معلومات للجماهير بشأن جهود الحكومة وسيكون أكثر شفافية بشأن الأساس الذي ترتكز عليه الإجراءات الأمريكية والطريقة التي تنفذ بها.

وأكد أوباما مجددا على المبدأ الذي أعلنه في بداية رئاسته والذي يقضى بأن الولايات المتحدة ستستخدم القوة العسكرية، وبشكل أحادي إذا دعت الضرورة، عندما تقتضى مصالحها الجوهرية ذلك -- أو عندما يتعرض الأمريكيون لتهديد، أوعندما تكون معيشتهم في خطر، أو عندما يكون أمن حلفائها في خطر.

بيد أن الرئيس أشار من ناحية أخرى إلى حالتين ينبغى على الولايات المتحدة في ظلهما إتخاذ إجراء عسكري وحشد الحلفاء والشركاء للقيام بعمل جماعي حتى عندما لا تشكل تلك القضايا تهديدا مباشرا للبلاد.

وأشار إلى إنهما تتحققان عندما تتزايد الأزمات على نحو يقلق ضمير الأمريكيين أو يدفع العالم باتجاه أكثر خطورة.

وذكر أوباما" حينئذ، لابد أن تكون عتبة القيام بإجراء عسكري أعلى".

وفي ظل مثل هذه الظروف، أعرب الرئيس عن اعتقاده بأنه يتعين على الولايات المتحدة توسيع الأدوات لتشمل الدبلوماسية والتنمية، داعيا إلى العمل العسكري متعدد الأطراف.