طرابلس 6 يوليو 2014 / أعرب مسؤول ليبي اليوم (الأحد) عن أمله في ألا تخسر الشركات الصينية السوق الليبي في مشروعات السكك الحديدية، وحثها على العودة لإنهاء مشروعاتها المتوقفة، ووعد بـ"تسهيلات" لمباشرة أعمالها في أقرب وقت ممكن.
وقال رئيس جهاز تنفيذ وإدارة مشروع الطرق الحديدية علي أرشيدة، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) صباح اليوم " إن السلطات الليبية لا تتمنى على الصين خسارة السوق المحلي في مشروعات سكك الحديد، خاصة أن ليبيا لديها مستقبل واعد وبرنامج استراتيجي طموح في مد شبكات القطار نحو أفريقيا ودول الجوار ".
وكان جهاز تنفيذ وإدارة مشروع الطرق الحديدية في ليبيا قد أبرم عام 2008 ثلاثة عقود مع الشركة الصينية المدنية للهندسة المعمارية لتنفيذ مسارات السكك في ثلاثة مشاريع بقيمة إجمالية بلغت 4.1 مليار دينار ليبي نحو (3.4 مليار دولار).
والمشاريع الثلاثة هي (طرابلس - الخمس - سرت ) و (الهيشة - سبها) و (طرابلس - رأس اجدير).
لكن مع اندلاع الحرب في ليبيا ضد نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في العام 2011، توقفت كافة المشاريع، وغادرت معظم الشركات الأجنبية الأراضي الليبية.
وفي يونيو 2013 وقعت الشركة الصينية مع الجهاز محضر تفاهم واتفاق لاستئناف تنفيذ المشاريع الثلاثة، لكن استمرار التدهور الأمني حال دون تنفيذ الاتفاق، خاصة بعد مقتل مسؤول صيني عن تنفيذ أحد المشاريع السكنية في بنغازي على يد مسلحين في مايو الماضي.
وأوضح أرشيدة أن الصعوبات التي تعرقل استئناف تنفيذ مشروعات السكك الحديدية من قبل الشركة الصينية، " تتلخص في الوضع الأمني وتأمين مواقع المشاريع وتعويضات الشركة الصينية المنفذة لثلاثة مشاريع بجانب زيادة الأسعار ".
وتابع " كلها ظروف مجتمعة صعبت من استئناف العمل من جديد ".
لكنه وعد بـ"تسهيلات" من الجانب الليبي للشركات الصينية في حال عودتها.
وقال أرشيدة " دون شك نحن متفائلون لعودة الشركة الصينية، وسنقوم بمنحها كامل التسهيلات المصرفية ، ومستعدون لتقديم سلف مصرفية لها بهدف مباشرة أعمالها في أقرب وقت ممكن، كما نسعى لتوفير أفضل الظروف الأمنية للعاملين من خلال التنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع ".
وأضاف " أتمنى للشركة الصينية المنفذة لثلاثة مشروعات مهمة لمسارات الطرق الحديدية عدم خسارتها للسوق الليبي الذي لديه فرص تنموية عالية الأهمية والقيمة ".
وحذر من "إمكانية إلغاء العقود" إذا ما استمرت الشركة الصينية في التأخر بالعودة، لافتا إلى أن ذلك " قد يوجه نظر المسؤولين في ليبيا إلى السوق الأوروبية، خاصة وأن زيارات مهمة عقدها الجهاز مع دبلوماسيين إيطاليين وبريطانيين لبحث فرص مستقبلية في مشروعات ليبيا للسكك الحديدية ".
وبحثت الملحقية التجارية في السفارة الإيطالية مؤخراً مع جهاز تنفيذ وإدارة مشروع الطرق الحديدية في ليبيا ، إمكانية زيادة فرصة التعاون في مشروع السكك الحديدية.
كما أجرى السفير البريطاني لدى ليبيا في يونيو الماضي اجتماعا مع مسؤولي الجهاز لبحث فرصة استثمارية مستقبلية في مشروع السكك الحديدية.
ورأى أرشيدة أن تفعيل العقود مع الشركة الصينية يحتاج إلى إرادة سياسية وتحرك ليبي مهم خلال الفترة المقبلة نحو الصين.
وقال في هذا الصدد " اقترحت (..) على رئيس الوزراء السابق علي زيدان التوجه بوفد ليبي رفيع المستوى ولقاء المسؤولين الصينيين في بكين، وقد أبدى تجاوباً وأكد عزمه رئاسة الوفد بشكل شخصي، لكن بسبب إقالته من منصبه تعذرت الزيارة ".
وتابع " سأقدم طلب تنظيم زيارة رسمية للصين إلى الرئيس الجديد للحكومة، إيماناً مني ومن جهاز الطرق الحديدية بأهمية تجديد التفاوض لاستئناف مشروعات الشركة الصينية عبر طريق الحوار دولة ونظيرتها لما للأمر من أهمية تستدعي ذلك التحرك ".
ويعد تنفيذ مشروع شبكة السكك الحديدية في ليبيا من المشاريع الأكثر طموحاً في القارة الأفريقية، إذ يبلغ طول الشبكة المزمع تنفيذها 3170 كيلومترا مع احتساب طول الوصلات للشبكة عبر خط ساحلي مزدوج يمتد من مساعد شرقاً عند الحدود المصرية إلى رأس جدير غرباً عند الحدود التونسية بطول 1764 كيلومترا، وخط جنوبي فردي يمتد من الهيشة شمالاً إلى سبها جنوباً بطول 796 كيلومترا.
وتنفذ الشركة الصينية المدنية للهندسة المعمارية مسارات السكك في ثلاثة مشاريع، هي (طرابلس - الخمس - سرت ) و ( الهيشة - سبها ) و (طرابلس - رأس جدير)، فيما تنفذ شركة "سكك حديد روسيا" مشروع مسار (سرت - بنغازي).
فيما لا يزال مشروع مسار (بنغازي - طبرق) تحت التصميم، ومشروع مسار (طبرق - مساعد) جاهز لطرحه للعطاء عبر مناقصة عامة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn