تعليق:" مكافحة الارهاب" إختبار صعب أمام الرئيس الافغاني الجديد لتعزيز العلاقات الافغانية الامريكية

أعلنت لجنة الانتخابات المستقلة الأفغانية يوم 7 يوليه الجاري النتائج الاولية للجولة الثانية من التصويت في الانتخابات الرئاسية، حيث جاء وزير المالية السابق أشرف غاني أحمد زاي في المركز الاول بحصوله على نسبة 56.4% من إجمالي اصوات الناخبين، يليه وزير الخارجية الأسبق عبد الله عبد الله بنسبة 43.6%.واعترفت اللجنة الانتخابية المستقلة ايضا،احتمال تغير النتيجة بعد اعادة مراجعة الاصوات في 7000 لجنة اقتراع. لكن، فوز وزير المالية السابق أشرف غاني أحمد زاي في الانتخابات خالي من التشويق.

يعتقد المراقبون أنه على الرغم من أن النتيجة النهائية للانتخابات لم تحسم بعد إلا أن احتمال نجاح عبد الله عبد الله ضئيل جدا، لان لا الرئيس الافغاني حامد كرزاي ولا الولايات المتحدة يريدان عبد الله عبد الله في منصب رئيس افغانستان. هذا ليس لانه هناك حسابات قديمة بين الولايات المتحدة وعبد الله عبد الله، وإنمالان الولايات المتحدة لا تثق في قدرة المرشح الافغاني من اصول طاجيكية على قيادة موحدة. والاكثر ما يقلق الولايات المتحدة بشأن تولي عبد الله عبد الله منصب رئاسة افغانستان هو اعطاء فرصة لتحريض البشتون ضد الحكومة المركزية في افغانستان. بالاضافة الى ذلك، يعتقد كرزاي أن تاكيد شرعية الحكومة الافغانية واستمرارية السياسات الوطنية لن يكون إلا بوجود أحد من البشتون في السلطة، حتى يتكفل بعدم حدوث اي انقسام.وبالرغم من أن الرئيس الافغاني الحالي حامد كرزاي لا يتجاوز سنة 57 عاما، لكنه حقق خطوات كبيرة في المجال اسيسي خلال 13 عاما، وتاثيره السياسي القوي لا يمكن ان ينتهي بمجرد التنحي، لان عائلة كزراي لاتزال الاسرة الاقوى في افغانستان.

لكن، سوف يواجه غاني أحمد زاي وحكومته العديد من التحديات بعد تولي منصب رئاسة افغانستان. 

أولا،كيفية ارضاء عبد الله عبد الله

أعربت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية الاخرى عن قلقهم بشأن ظاهرة الغش في الانتخابات في افغانستان، ولكن ما يقلها اكثر هو احتمال أن يسبب عدم فوز غاني أحمد زاي في الانتخابات الرئاسية نشوب العنف أو الحرب الاهلية، وبالتالي، فقد طلبت التحقيق في ظاهرة الغش في الانتخابات من ناحية، ومن ناحية اخرى تامل أن تنتهي الانتخابات بسلاسة.وضخت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية الاخرى اكثر من 100 مليون دولار في الانتخابات الرئاسية في افغانستان من أجل أن تواصل الحكومة الافغانية الجديدة الحفاظ على العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة والدول الغربية الاخرى، وضمان الانسحاب السلس للقوات الامريكية وحلف الناتو من افغانستان. لذلك، فإن فوز غاني أحمد زاي في الانتخابات بحاجة الى طمأنة عبد الله عبد الله، لتجنب اشعال فتيل العنف والصراع على نطاق واسع. ووفقا للتقارير، فإن غاني أحمد زاي وعبد الله عبد الله في اتصال مستمر قبل الاعلان عن نتائج الجولة الثانية من الانتخابات، تجنبا لظهور اي ازمة، لكن عبد الله عبد الله مصرّ على مراجعة النتائج قبل الاعلان عن قبول نتائج الانتخابات.