غزة, 15 يوليو 2014 / بينما تشدد إسرائيل من غاراتها الجوية على قطاع غزة في محاولة لإنهاء إطلاق الصواريخ على أراضيها, يدفع الأطفال والنساء الفلسطينيون الثمن باهظا للتصعيد الجاري منذ أسبوع.
فمنذ أن بدأت عملية (الجرف الصامد) الإسرائيلية يوم الثلاثاء الماضي ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة قتل أكثر من 39 طفلا وأصيب 421 آخرون بجروح.
الطفلة شهد القريناوي أحد الأطفال الذين أصيبوا بجروح خطيرة في غارة إسرائيلية على سيارة كانت تسير بجوار منزلها في مخيم البريج لللاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة.
وكانت الفتاة الكفيفة ذات الخمسة أعوام وأختها آلاء التي تكبرها بثلاثة أعوام, تلعبان في حديقة منزلهما عندما وقع الهجوم الإسرائيلي, وأصابتهما الشظايا بإصابات حرجة في الساقين والبطن والكبد.
وبالكاد قالت شهد وهي تستلقي في سرير المستشفى" كنت ألعب أنا وأختي في الحديقة عندما وقع الانفجار, شعرت بأنني ميتة".
ونقلت الفتاة الصغيرة لمستشفى (الشفاء) في مدينة غزة, بينما تتلقى أختها العلاج في مستشفى (ناصر) الطبي في مدينة خانيونس جنوب القطاع.
ويقول خال شهد أحمد النيرب, إنه سيتم تحويلها قريبا لتلقي العلاج في مصر نظرا لصعوبة وضعها الصحي.
ويضيف النيرب, أنه بعد الانفجار مباشرة, ذهب والد شهد ليطمئن على ابنتيه فوجدهما غارقتان في دمائهما بالقرب من بوابة الحديقة.
وأضاف النيرب "حمل شهد وحملت ابنته الكبرى آلاء وهرعنا من المنزل للمستشفى".
من جانبه قال المتحدث باسم مستشفى الشفاء في غزة أشرف السحباني, إن معظم الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا في الهجوم الإسرائيلي تم استهدافهم في منازلهم أو في مكان قريب منها.
وأضاف السحباني, أن الآلاف من أطفال غزة حتى من غير المصابين أصبحوا بحاجة لعلاج نفسي نظرا للصعوبات التي مروا بها خلال الحرب الجارية.
واتهم السحباني إسرائيل باستهداف المدنيين الأبرياء خلال غاراتها الجوية, فيما يقول الجيش الإسرائيلي إن العديد من المدنيين قتلوا بسبب اختباء النشطاء في المناطق المدنية.
وأشار السحباني, إلى أن العديد من الضحايا الأطفال قتلوا مع آبائهم أو اخوتهم, مشيرا إلى أن عددا ليس بالقليل تم ضربهم أثناء نومهم ليلا.
وشيماء المصري (4 سنوات) من بلدة بيت حانون شمال القطاع أحد هؤلاء, حيث أصيبت عندما أغارت طائرة اسرائيلية بدون طيار على عائلتها وقتلت والدتها وأختها, وأخاها الذين كانوا في طريقهم للمستشفى لعلاج آخاها محمد الذي كان يعاني من آلام في جسده.
وأصيبت شيماء بجروح في جميع أنحاء جسدها, وتعرضت لثلاث عمليات جراحية في البطن والكلى, وهي تتلقى العلاج في مستشفى (الشفاء) بمدينة غزة.
ويقول الأطباء, إن حالة شيماء الصحية آخذة في التحسن, بينما يؤكدون أن الطفلة الصغيرة تعاني من صدمة نفسية خطيرة.
تقول سميحة المصري عمة شيماء "شاهدت عائلتها تقتل أمام عينيها, وعندما استيقظت لم تكن تتكلم على الأطلاق, كانت فقط تحدق فينا, وأحيانا تستيقظ وهي تصرخ وتبكي".
وتضررت النساء في غزة أيضا بشكل كبير في الصراع المسلح الجاري بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل, وقالت وزارة الصحة في غزة إن 24 امرأة على الأقل قتلت, وأصيبت 233 بجروح منذ بدء الهجوم الإسرائيلي.
وجميع من قتل أو أصيب من النساء كان أثناء وجودهن في منازلهن, تماما مثل ما حدث مع نورا حرارة التي أصيبت بجروح خطيرة بينما كانت تحاول حماية أطفالها بعد أن استهدفت غارة جوية إسرائيلية منطقة مفتوحة بالقرب من منزلها في مدينة غزة.
تقول حرارة, إنها استيقظت من نومها على صوت انفجار ضخم, وركضت لتطمئن على أولادها لكن جدار منزلها القديم انهار على جسدها.
وتتابع حرارة التي تتلقى العلاج في مستشفى بمدينة غزة "قفزت من سريري لأطمئن على أطفالي, وجدتهم مع والدهم, بكيت, وحاولت حمايتهم بجسدي وانهارت الجدران كلها فوقي".
وقتل أكثر من 192 فلسطينيا وجرح 1410 آخرون جراء غارات إسرائيلية مكثفة على قطاع غزة منذ يوم الاثنين الماضي.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn