تعليق: أحداث غزة .. هل تغير موقف "اسرائيل" اتجاه حكومة "التوافق" الفلسطينية؟ (2)

امريكا لا يمكنها العثور على وسيلة فعالة

أشار يو قوه تشينغ الى أن الجيش الامريكي لن يتدخل في الصراع مع الفلسطينيين باي شكل من الاشكال، بالرغم من أن أمريكا حليف مخلص لاسرائيل. من ناحية، الجيش الاسرائيلي ليس بحاجة الى مساعدة امريكية في التعامل مع هجمات واستفزازات حماس. من ناحية اخرى، ينبغي على امريكا أن تظهر الحياد باعتبارها الوسيط الرئيسي في الصراع بين الفلسطينين والاسرائيليين، مما يصعب عليها مهمة ايجاد وسيلة اخرى فعالة لانهاء الصراع بين الطرفين باستثناء إرسال مسؤولين باستمرار لزيارة المنطقة.

عقب تولي وزير الخارجية الامريكي جون كيري مهام منصبه، زار الشرق الاوسط عشرات المرات بهدف تعزيز محادثات السلام بين اسرائيل وفلسطين، ولكن بعد الحدث العشوائي، باتت جميع الجهود الامريكية لتعزيز السلام مجرد عبث، وهذا يدل على مدى تعقيد الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وصعوبة السيطرة عليه. وعلى الرغم من تعهد الولايات المتحدة لاعادة " التدخل" والوساطة،إلا أن فشلها في الوساطة جعل جميع البرامج والمواضيع التي توفرها غير مجدية.

محادثات السلام بين فلسطين واسرائيل لا يسودها التفاؤل

قاليو قوه تشينغ، أن اسرائيل شنت عمليات عسكرية عديدة على قطاع غزة منذ سيطرة حماس على القطاع في عام 2007، ، وبالرغم من أنها كلفت القوات العسكرية لحماس خسائر فادحة خلال هذه الفترة،إلا أنها لم تحل مشكلة غزة جذريا.وطبيعة الأزمة في غزة تكمن في كيفية التوصل الى "تخفيف معاناة وحزن الفلسطينين" و"القضاء على التهديدات الامنية على الاسرائيلين". وشن هجمات عسكرية على حماس قد يقمع قدراتها على اطلاق الصواريخ على المدى القصير،ولكن لا يمكن القضاء على موقف حماس المعادي اتجاه اسرائيل من جذوره.

تعتبر اسرائيل حماس "منظمة ارهابية"، ولكن حماس في نظر الفلسطينيين حركة مقاومة ضد اسرائيل، كما لا يمكن لحركة فتح التيار الرئيسي الفلسطيني تجاهل حركة حماس ايضا. والمجتمع الدولي متفق عموما أن الوحدة الفلسطينية الداخلية هي خطوة هامة نحو المفاوضات مع اسرائيل، ولكن اسرائيل لم تقبل المصالحة الفلسطينية الداخلية. وإذا لم تغير اسرائيل هذا الموقف المبدئي، فمن الصعب أن يسود المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تفاول مستقبلا.