تعليق: هل خرجت الجولة الجديدة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عن نطاق السيطرة ؟ (2)

ثانيا، عدم رغبة الولايات المتحدة رؤية توسع نطاق الحرب بين فلسطين واسرائيل. حيث أن تصعيد الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يشتت حتما الطاقة الامريكية. ولكن، انشغال الولايات المتحدة بتحقيق مركز الثقل الاستراتيجي شرقا والاحداث التي يشهدها العالم ، الازمة الاوكرانية، والفوضى في  سوريا  والعراق، والوضع في افغانستان، والمفاوضات النووية الايرانية،  يشكل صداعا لاوباما . لذلك، لا تود الولايات المتحدة الامريكية ان ترى مشاكل جديدة في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

ثانيا، يعتبر رد فعل المجتمع الدولي عاملا مهما ايضا في احتواء تصاعد الصراع. فبعد تبني مجلس الامن للامم المتحدة 13 يوليو الجاري  بيانا دعا اسرائيل وفلسطين الى وقف العنف، اقترحت الامم المتحدة ايضا وقف اطلاق النار الانساني. وعقد وزراء الخارجية العرب ايضا اجتماعات طارئا لمناقشة كيفية انهاء الجولة الحالية من الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين. كما أن مبادرة وقف اطلاق النار الشاملة التي قدمتها مصر يوم 14 يوليو الجاري ما زالت في غرفة التفاوض رغم رفضها من قبل حماس.

بالإضافة إلى ذلك، زار مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، توني بلير، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير،والمبعوث الصيني الخاص للشرق الاوسط وو سي كه كلا من فلسطين واسرائيل للوساطة والبحث عن حل للصراع الحالي ، كما سوف تلعب الوساطة ايضا دورا مهما في تعزيز وقف اطلاق النار بين الطرفين.

وقد اعلنت اسرائيل  موافقتها على مبادرة وقف اطلاق النار التي قدمتها مصر والامم المتحدة، ولكن رفض حماس المقصود للمبادرة المصرية يبين زيادة ورقة المساومة. ولكن، اصرار  حماس الاعمى عن رفضها  لوقف اطلاق النار، لن يؤثر على اسرائيل فحسب، وأنما سوف يؤدي الى تراجع شعبية حماس في المجتمع العالمي ايضا. ووقف اطلاق النار لانهاء العنف في الوقت المناسب هي وسيلة لا مفر منها لانهاء العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين.