تعليق: هل خرجت الجولة الجديدة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عن نطاق السيطرة ؟

أطلق الجيش الاسرائيلي خلال عملياته العسكرية على أهالي قطاع غزة انواعاً من القذائف والصواريخ أدت إلى مقتل 678  مواطنا وفرار الآلاف  ايضا. وقد اعرب وزير الخارجية الامريكية جون كيري خلال زيارته الى فلسطين واسرائيل عن ان  مفاوضات وقف اطلاق النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين تشهد بعض من التقدم.

ويعتبر اتفاق الفصائل الفلسطينية على حكومة وحدة فلسطينية  احد الاسباب الكامنة وراء تصعيد اسرائيل المواجهة الحالية مع حماس. حيث تخشى حكومة نتنياهو أن تشكل المصالحة الفلسطينية الداخلية تهديدا على الميزة الاسرائيلية المطلقة في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وبالتالي، تبحث اسرائيل فرصة تفجير الوضع لتدمير توحيد الصفوف الفلسطينية الداخلية.

ومن جانبها، تعمل حماس على اثارة الانتباه الى التهميش التدريجي للقضية الفلسطينية، والاهم من ذلك، هو رفع من مستوى التاييد الشعبي الفلسطيني. كما تتبع حماس كالمعتاد فكرة اثارة النزاع مع اسرائيل لكسب الراي العالم. حيث ان تاصل الكراهية في اذهان الفلسطينين اتجاه الاسرائيلين على مدى 66 سنة، يجعل الشعب الفلسطيني يؤيد اي موقف متشدد ضد اسرائيل.

ثانيا، تعمل حماس على تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقبلة. حيث أن تصعيد حماس الصراع مع اسرائيل بمثابة  "ورقة مأساوية" لكسب اصوات كثيرة في الانتخابات المقبلية. وبالاضافة الى ذلك، فإن حماس تتطلع الى أن  تصعيد الجولة الجديدة من الصراع  سوف يساعد على الحد من الصراع الاسرائيلي على قطاع غزة.

ثلاث اسباب رئيسية تقرر عدم مواصلة  المواجهات  الاسرائيلية الفلسطنينية طويلا:ـ

أولا، استغلال اسرائيل كل انواع الفرص. وتفيد التقارير ان خسائر الجانب الاسرائيلي ليست كبيرة بالرغم من أن اطلاق الجماعات المسلحة في قطاع غزة الالاف من الصواريخ محلية الصنع. ويمكن التوقع، أن اسرائيل لن يوسع نطاق الحرب حينما يقلل حماس إطلاق القاذفات والصواريخ. بالاضافة الى ذلك،  فإن اطالة امد الحرب يسمح للمنظمات الارهابية والاسلامية  المتطرفة اختراق قطاع غزة ،وربما قد لا يواتي  الاختراق  لا  فلسطين ولا لاسرئيل.