تعليق: سياسة أردوغان الخارجية --- هل يمكن ان تحقق معادلة" صفر مشاكل"

تعهد رجب طيب أردوغان بعد فوزه بالإنتخابات الرئاسية التركية، بأن يقود تركيا إلى "عصر جديد". فكيف سيدير هذا الرئيس الذي يحمل خلفية إسلامية سنية السياسة الخارجية التركية في ظل التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط؟

تقلص "دائرة الأصدقاء"

منذ ان صعد حزب العدالة والتنمية الذي يحمل خلفية إسلامية عميقة، أجرت حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تغييرات كبيرة على السياسة التركية، حيث قام بإصلاح علاقات تركيا مع دول الشرق الأوسط وروسيا، وطرح سياسة "صفر مشاكل" مع دول الجوار. وفي ظل هذه السياسة قضت تركيا "شهر عسل" دام 10 أعوام مع النظام السوري ذو الخلفية الشيعية.

لكن الإعصار السياسي الذي إجتاح منطقة الشرق الأوسط في سنة 2011، لم يغير الخارطة السياسة في تونس ومصر وغيرها من الدول فحسب، بل صدم السياسة الخارجية التركية. حيث جعلت الإنقسامات والتحالفات بين مختلف قوى الشرق الأوسط تركيا التي تبحث عن نفوذ إقليمي في مأزق حرج. وفي هذا الصدد، يشير المدير الشرفي لمركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الأجنبية، إلى سياسة تركيا الخارجية خلال السنوات الـ 5 الأخيرة، قد إتبعت إتجاه الأوضاع في المنطقة، ومارست تدخلا عميقا تجاه ثلاث قضايا، هي: الموقف من إسرائيل، التغيرات في منطقة الشرق الأوسط، والموقف من جماعة الإخوان المسلمين. حيث عارضت إسرائيل، إنحازت إلى الطائفة السنية، ودعمت الإخوان المسلمين، وهذا بدا واضحا في مواقفها.

في ذات السياق، يرى الخبير في قضايا الشرق الأوسط بجامعة بكين وو بينغ بينغ، أن تراخي السياسة التركية خلال تغيرات الشرق الأوسط قد أدى إلى "صفر أصدقاء"--- تدهورت العلاقات التركية السورية، نتيجة لدعم تركيا للمعارضة السورية، وقد لجأ عدد كبير من اللاجئين السوريين إلى تركيا. كما وسعت داعش من من نفوذها ليشمل كل من سوريا والعراق، ما تسبب في تهديدات خطيرة لتركيا. أما الطريق البرية المؤدية إلى الخليج والعابرة لسوريا التي اجتهد من أجل فتحها، فقد إنقطعت في النهاية. والأسوأ من ذلك، أن تدهور العلاقات مع سوريا، أدى إلى تدهور العلاقات مع كل من إيران وروسيا. وقد كانت تركيا تأمل في أن تعوض تحالفها القديم، بتحالف جديد مع الإخوان المسلمين في مصر، والسعودية الداعمة لمصر، لكن إسقاط الإخوان المسلمين في مصر، أدى إلى منعرج في العلاقات التركية المصرية، وإلى إبتعاد السعودية.