تتفاقم أزمة انقطاع الكهرباء فى مصر يوما بعد يوم وبات الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي يصل الى خمس أو ست مرات في اليوم، وعلى الرغم من تعود المصريين على انقطاء التيار الكهربائي المتكرر إلا أن تفاقم هذه الازمة على المدى الطويل سوف يؤثر سلبا على أمن واستقرار الدولة.
وحسب تحليل وسائل الاعلام المصرية، فإن انقطاع المتكرر للتيار الكهربائي يرتبط بتنحي الرئيس المصري السابق محمد مرسي. وقد عاش سكان القاهرة ذروة انقطاع الكهرباء في الصيف الماضي، حيث عاش ليلة طويلة دون اضاءة وتبريد بما تسبب في غضب الناس. ويرى بعض علماء النفس أن انقطاع التيار الكهربائي لا يتسبب في ازعاج فحسب وأنما له آثار نفسية خفية ايضا، واستمرار التشاؤم والاستياء من الظلام يتضخم ليصبح سبب تخمير" سياسة الشارع". وقد يؤدي الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الى خروج الناس الى الشوارع للاحتجاج على الوضع .كما أدى تصاعد الاحتجاجات في ظل العوامل المتنوعة الاخرى الى تنحي محمد مرسي الذي كان يعتذر عن انقطاع التيار الكهربائي التي عان منها حتى بيته .
وأكد محمد احد المؤيدين للرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي على أن السيسي باستطاعة تخفيف من انقطاع التيار الكهربائي، غير أن المؤسف هو أن ازمة انقطاع التيار الكهربائي في مصر لا تحل بتغيير الرئيس،وإنما ينطوي على مشروع معالجة وطني شامل، وعوامل التنمية الاقتصادية، ونظام دعم وتطوير البنية التحتية، الاستقرار الاجتماعي وغيرها من الجوانب الاخرى. وإن استمرار انقطاع التيار الكهربائي مرتبط بظهوراي مشكلة في هذه العوامل.
الصعوبات الاقتصادية السبب الرئيسي وراء سياسة انقطاع التيار الكهربائي. وذكرت صحيفة " ديلي نيوز " المصرية في تحليلها الاخباري أن تفاقم انقطاع التيار الكهربائي في القاهرة هذا الصيف له علاقة مباشرة بنقص في الطاقة، ونقص في صيانة وتحديث معدات الطاقة وعدم كفاية الانفاق الحكومي في هذا القطاع. وتوليد الطاقة في مصر تعتمد بشكل كبير على الغاز الطبيعي ، من ناحية، استراد جزء كبير من الغاز الطبيعي ، ومن ناحية اخرى تنفيذ الدعم على الكهرباء. وتظهر الاحصاءات أن حد الحكومة من انقطاع التيار الكهربائي في مصر خلال الصيف يحتاج الى استثمار 230 مليون جنيه مصري يوميا، إلا أنها غير قادرة تقريبا على دفع هذه التكاليف في ظل الركود الاقتصادي التي تشهده منذ ظهور الاضطرابات عام 2011 ، بالاضافة الى ذلك، تعرضت منشآت الطاقة في مصر لضرر من قبل الجماعات المتطرفة لاكثر من 300 مرة ، وهذا ما جعل "أزمة الكهرباء" شائكة ومعقدة.
كما يحتاج الحد من مظاهر الاضطرابات الاجتماعية في مصر الى أن تعمل الحكومة بجد على التنمية الاقتصادية. ومنذ أن تولى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم قبل مائة يوم شهدت مصر مبادرات الاقتصادية كثيرةوسريعة: أولا، إصلاح سياسة الدعم، تخفيف العبء الماليعن الحكومة، جعل الانفاق الحكومي اكثر عقلانية.ثانيا، زيادة الضرائب على ذوي الدخل المرتفع، وزيادة الإيرادات المالية عن طريق ضبطتوزيعالأصول؛اخيرا، التركيز على المشاريع الجوهرية لتحفيز الطلب المحلي وتوفير فرص العمل، تنفيذ استراتيجية الطويلة المدى، مثل مشروع قناة السويس ومشروع المثلث الذهبي، لوضع اساس التنمية المستقبلية لمصر.
التنمية بحاجة الى الاستقرار.حيثعانت مصر ثلاث سنوات من الفوضى والاضطراب، وعاش الشعب المصري بين شوق التغيير والاستقرار. وعلى الرغم من الصعوبات التي لا تزال تواجهها مصر، إلا أن التفكير والرغبة القوية للتنمية والاستقرار التي تسود المجتمع المصري هو أمل هذا البلد في المستقبل.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn