مينسك 27 أغسطس 2014 /رغم اتفاق كافة الاطراف المشاركة في قمة مينسك على خطة سلام لاوكرانيا، فان الاجتماع الاول بين رئيسي روسيا واوكرانيا لم يحقق اختراقا في محاولات انهاء الاضطرابات المستمرة منذ شهور.
وبينما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحادثات بانها "ايجابية"، قال إن تفاصيل بنود الهدنة شأن داخلي لكييف.
وصرح بوتين للصحفيين في مينسك ببيلاروسيا خلال وقت مبكر من اليوم (الاربعاء) "روسيا لا يمكنها مناقشة شروط وقف اطلاق النار...هذه ليست مهمتنا، الامر يعود لاوكرانيا نفسها".
واضاف "بامكاننا فقط الاسهام في خلق بيئة من الثقة لعملية التفاوض الممكنة والضرورية للغاية في نظري".
وطرحت خطة السلام، التي اعدها الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو في يونيو، خلال قمة الاتحاد الجمركي التي تضم بيلاروسيا وقازاقستان وروسيا.
والتقى هنا امس الثلاثاء زعماء دول الاتحاد الثلاث وروسيا بالاضافة الى ممثلين عن الاتحاد الاوروبي، لبحث الازمة الاوكرانية والتعاون الاقتصادي.
وراح ضحية النزاع المستمر منذ خمسة أشهر بين قوات الحكومة ومسلحين موالين للاستقلال، أكثر من ألفي شخص في شرق وجنوب شرق اوكرانيا، وتشرد مئات الالاف الاخرين.
تضارب في المصالح
يكمن الخلاف بين روسيا واوكرانيا بشأن تسوية الازمة، في تنافسهم على السلطة في المنطقة التي تحمل مصالح جوهرية لكلا البلدين.
بالنسبة لاوكرانيا، فان الاساس الاقتصادي للبلاد يقع فى المنطقة التي تتحدث الروسية بشكل كبير.
ويحتوي شرق اوكرانيا، الغني برواسب الفحم والحديد الخام، على الصناعة الاوكرانية باكملها تقريبا، ما يجعل التنازل عن تلك المنطقة امر غير مقبول بالنسبة لكييف.
وهناك حاجة ماسة لكييف الان بان يسلم المتمردون الاراضي التي استولوا عليها في شرق البلاد وتطالب بوقف ما تسميه ب"شحنات السلاح" القادمة من روسيا للمقاتلين، وهو اتهام نفاه الكرملين.
وفي الوقت نفسه، ترغب روسيا بالاحتفاظ بنوع من النفوذ فى المنطقة حتى لا تتمكن اوكرانيا من الانضمام للاتحاد الاوروبي.
ودعت موسكو اكثر من مرة اوكرانيا لتصبح اتحادا فضفاضا يتمتع باستقلالية اكبر، وهي فكرة رفضتها كييف.
واصبحت مسألة ما اذا كانت اوكرانيا ستصبح فيدرالية أم لا، موضع خلاف رئيسى بين كييف وموسكو فى الازمة الاوكرانية. الا ان تلك الخلافات التي تتضمن مصالح اساسية للبلدين، لم تشهد اى تنازلات من الطرفين.
قتال مستمر
قبل ساعات فقط من لقاء بوتين-بوروشنكو في مينسك، قالت اوكرانيا انها القت القبض على عشرة "جنود روس" في منطقة دونتسك الشرقية.
وقالت وكالة الامن القومي الاوكرانية الاثنين انها اعتقلت جنود من الجيش النظامي الروسي ونشرت فيديو لهم على صفحتها على موقع فيس بوك، يظهر الجنود يرتدون زيا عسكريا.
ولم تعلق موسكو على الامر، الا ان وكالة انباء ((ريا نوفوستي)) الروسية نقلت عن مصدر بوزارة الدفاع الروسية قوله ان الجنود المقبوض عليهم، اشتركوا في حراسة منطقة الحدود الروسية الاوكرانية ومن المحتمل بشكل كبير ان يكونوا عبروا الحدود بالخطأ.
كما قالت السلطات الاوكرانية ان مروحيات روسية هاجمت نقطة حدودية في منطقة لوجانسك بشرق اوكرانيا الاثنين ما اسفر عن مقتل اربعة من قوات حرس الحدود.
وقال اندري ليسنكو المتحدث باسم المجلس الوطني الاوكراني للامن والدفاع للصحفيين "اطلقت مروحيتان قتاليتان ( ام اى-24) تابعتان للقوات المسلحة الروسية، صواريخ غير موجههة على حرس الحدود الاوكرانية، واسفر الهجوم عن مقتل اربعة من حراس الحدود واصابة ثلاثة اخرين".
وبعد الهجوم، نشب قتال ضار على الحدود، حسبما قال ليسنكو الذي اضاف ان قوات الحكومة تمكنت من منع "مخربين" من عبور الحدود الروسية الى اوكرانيا.
واتهمت اوكرانيا الانفصاليين وروسيا مؤخرا بتوسيع اطار النزاع الى جبهة جديدة. ووردت انباء عن هجمات بالمدفعية الثقيلة في نوفوازوفسك التي شهدتا قتال خفيفا في السابق.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn