هناك حاجة للنظر إلى العلاقات بين الصين وفيتنام من منظور أوسع

بكين 28 اغسطس 2014 / يجب على فيتنام والصين تجاوز الخلافات الحالية بينهما والنظر إلى علاقاتهما من منظور أوسع، خشية من خطر زيادة تدهور العلاقات متبادلة النفع.

جاءت زيارة هذا الأسبوع من جانب المبعوث الفيتنامي الخاص لي هونج آنه للصين مرضية، فى الوقت الذى حظيت فيه دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ لاصلاح العلاقات الصينية-الفيتنامية بتشجيع أكثر.

كما جاءت هذه الزيارة بعد شهور من أزمة بين البلدين حول أعمال الحفر من جانب منصة بترول صينية فى بحر الصين الجنوبي.

ولكن بدلا من الانغلاق فى مناقشات غير مثمرة، يجب على الطرفين تعزيز التبادلات عالية المستوى لزيادة التفاهم المشترك والثقة، حيث ستحدث المزيد من الاضطرابات بينهما بدون القيام بذلك.

وفى ال35 عاما الماضية، وضع الجانبان المحن التاريخية خلفهم وتعاونا لاستغلال فرص التنمية ومواجهة التحديات المشتركة.

وقد أدى ذلك إلى تحقيق علاقات اقتصادية وثيقة بين الجارتين.

وتعد الصين -- وهي سوق كبيرة للمنتجات الفيتنامية بما فيها المواد الخام والمعادن والمطاط و الفحم والمنسوجات والفواكه والخضروات -- أكبر شريك تجاري لفيتنام لمدة تسع سنوات على التوالي.

وطبقا لآخر الاحصاءات الصادرة عن هانوي، فان اجمالي العائدات السنوية بين فيتنام والصين المجاورة بلغت 50.21 مليار دولار أمريكي فى عام 2013، بزيادة بلغت 22 فى المائة على أساس سنوي.

كما سارت العلاقات الصينية-الفيتنامية الوثيقة بشكل جيد بالنسبة للصين التى ترى الدول المجاورة لها كمجتمع يشترك فى هدف التنمية المشترك.

وقال الرئيس شي، مستشهدا بمثل صيني، خلال زيارة منغوليا الأسبوع الماضي "لا يمكن استبدال الذهب بجار جيد."

وشبه الرحلة "بزيارة الاقارب".

وبالنسبة لثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، فان وجود بيئة اقليمية مستقرة يترجم إلى منافع حقيقية لنفسه وجيرانه وعلاقات اقتصادية وتجارية أقوى والمزيد من التبادلات الثقافية والشعبية.

ولا يتعين عرقلة قوة الدفع الجيدة للصداقة والتعاون بالنزاعات.

وكما ذكر شي فى حديثه مع لي هونج آنه "لا يمكن إبعاد الجار وان الصداقة بين الطرفين تصب فى المصالح المشتركة لهما."

ولكن النجاح الاقتصادي الكبير للصين خلال العقود الأخيرة أثار غضب الكثيرين الذين يهدف حديثهم عن الصين بانها تهديد إلى خدمة مصالحهم السياسية الخاصة فقط.

ان مثل هذه الاحاديث تفتقد تماما إلى الصورة الكبيرة للمنهج الايجابي الصيني تجاه دبلوماسية الجوار.

وترى الصين فيتنام على انها عضو هام فى الاسيان، ومن الجدير بالاهتمام والملاحظة ان العلاقات الشاملة بين الصين والاسيان قوية وتزدهر وتحقق العديد من المنافع لجميع الأطراف.

كما يتعين على بكين وهانوي إدراك انه امامهما الكثير للاستفادة من التعاون الوثيق، ويتعين التعامل مع العلاقات الثنائية من منظور أوسع وأطول.