اختتم في العاصمة المصرية القاهرة مؤخرا أعمال مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة على مستوى وزراء الخارجية تحت رئاسة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بتنظيم مصري نرويجي. وناقش المؤتمر تقديم المساعدات لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإعادة بناء ما دمرته الحرب الأخيرة علي القطاع في اقرب وقت ممكن. ولتهيئة الاجواء المناسبة للمؤتمر ولإظهار التضامن والوحدة بين الفصائل الفلسطينية، و تشجيع ثقة المجتمع الدولي لدعم اعادة اعمار غزة، وصل رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله يوم 9 اكتوبر الجاري عبر معبر بيت حانون إلى قطاع غزة لرئاسة أول اجتماع لحكومة الائتلاف منذ تأسيسها.
يبين اختيار حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية ( حماس) عقد اجتماع حكومة الائتلاف الفلسطينية في بيت في منزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، غربي مدينة غزة، موقف المصالحة والصداقة. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في مؤتمر صحفي عقده بعد اختتام الاجتماع :" نحن من نتحمل المسؤولية الاخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني في غزة"، مضيفا : " الاجتماع يؤسس لمرحلة جديدة من العمل الوحدوي ".كما وعد رامي الحمد الله باعادة اعمار غزة من اجل جلب الرخاء والرفاه لهذه الارض التي مزقتها الحرب،ودعم توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية. بالإضافة الى ذلك، بحث رئيس حكومة التوافق الفلسطينية رامي الحمد الله العديد من القضايا مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية في لقاء ثنائي.
لكن، عقد أول اجتماع لحكومة الائتلاف في قطاع غزة لن ينهي الخلافات بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية ( حماس). وقال المحلل السياسي من غزة طلال عوكل أن حركة ( فتح ) تتطلع الى أن تسيطر حكومة الائتلاف الفلسطينية على قطاع غزة بالكامل، وأداء مهمتها من دون أي عقبات. في حين تتطلع (حماس) الى أن تنظر حكومة الائتلاف الفلسطينية الى الحالة الفعلية لقطاع غزة، وبأن (حماس) هي من لديها القدرة على السيطرة على القطاع.
ومع ذلك، يخشى العديد من الممثلين المشاركين في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، المنعقد في القاهرة، من أن فلسطين وإسرائيل من المستحيل التوصل الى المصالحة،وسوف تندلع صراعات بين الطرفين مي المستقبل ايضا. حيث شهدت السنوات الـ 6 الماضية، اندلاع حروب ثلاث بين حماس وإسرائيل وأريقت الدماء على نطاق واسع. وفي الآونة الاخيرة،بدأت في مطلع يوليو هذا العام، صراع مسلح بين الطرفين دام 50 يوما وادى الى سقوط حوالي 2200 قتيل من الطرفين، وأصبحت معظم المباني في غزة بالأرض.وأعلنت الحكومة الفلسطينية في وقت سابق، عن ان فلسطين بحاجة الى 4 مليار دولار من التبرعات من اجل اعادة انعاش اعمار غزة وانتعاش الاقتصاد الفلسطيني.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المواقف الاسرائيلية الخفية اتجاه حكومة الائتلاف الفلسطينية مدعاة للقلق ايضا. وتعتقد صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن الحكومة الاسرائيلية الحالية في مأزق، ولا تزال تعارض حكومة الائتلاف الفلسطينية علنا ، وتتعاون معها سرا. في الواقع، ليس أمام اسرائيل أي خيار آخر. حيث اعترف المجتمع الدولي بحكومة الائتلاف الفلسطينية ويأمل أن تنجح، وأن على اسرائيل ان لا تقاوم هذه الحكومة أو تقف امام عملها.وإن سماح اسرائيل عبور القيادات الفلسطينية من الضفة الغربية الى قطاع غزة عبر الاراضي التي تسيطر عليها يعكس التغيرات الطفيفة في مواقفها.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn