روما 14 أكتوبر 2014 /دعا خبراء إيطاليون يوم الثلاثاء بلادهم إلى بذل مزيد من الجهود لاغتنام الفرص المتزايدة التي تتيحها الصين خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى إيطاليا.
فخلال الزيارة، وقعت شركات صينية وإيطالية اتفاقات بقيمة 8 مليارات يورو (10 مليارات دولار أمريكي) قال الخبراء مرة أخرى إنها تعكس اهتمام الصين العميق بإيطاليا.
-- اتفاقات تمثل نقطة انطلاق
وقال إيرالدو بيفا، كبير المديرين التنفيذيين بمؤسسة (هنغديان غروب يوروب) ومقرها ميلانو ، إن الاتفاقات التي وقعت خلال الزيارات الرسمية بين الصين وإيطاليا هامة، مؤكدا أنها تمثل "نقطة بداية وليس نقطة نهاية".
وأضاف بيفا أن تحولا هاما يحدث الآن في الصين، مضيفا أن "الطبقة الوسطى في الصين تتسع بشكل متزايد وتولد استهلاكا جديدا يتعين على الشركات الإيطالية السعى إلى اغتنامه ".
وقال إن حماية البيئة، وهي قضية ذات أهمية متزايدة في الصين، يمكن أن تصبح قوة محركة لتعاون ثنائي جديد.
وذكر أن "إيطاليا، التي لديها بالفعل الكثير لتقدمه بالإضافة إلى كونها قريبة ثقافيا إلى الصين، لابد لها أن تفعل المزيد لجذب التدفقات الضخمة من السائحين الصينيين الذين يسافرون حول العالم".
إن نظام الإنتاج في إيطاليا يرتكز أساسا على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. ومن ثم يرى بيفا أنه سيكون من الأفضل لإيطاليا دعم الشركات المتوسطة الحجم للاستثمار في السوق الصينية.
-- علاقات اقتصادية أقل من إمكاناتها
إن العلاقات الاقتصادية الصينية - الإيطالية أقل من الإمكانات الاقتصادية للبلدين، هكذا قال كارلو فيليبيني أستاذ الاقتصاد ومدير مركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية لشرق آسيا في جامعة بوكوني في ميلانو.
وذكر كارلو أن "أقل من واحد في المائة من إجمالي الصادرات الإيطالية ، على سبيل المثال، يتجه إلى الصين. والاستثمارات الأجنبية المباشرة الإيطالية إلى الصين منخفضة أيضا نسبيا"، مضيفا أن إيطاليا لديها عجز تجاري ثابت مع الصين.
وأشار فيليبيني إلى أنه "في السنوات القليلة الماضية، تزايد اهتمام الصين بإيطاليا بشكل ملحوظ. وفي الأشهر الأخيرة، نشرت العديد من التقارير الإعلامية عن استثمارات مالية للصين في كيانات إيطالية واستثمارات لشركات صينية في شركات تصنيع إيطالية".
وتساءل "لماذا يصعب اغتنام الكثير من الفرص ذات الإمكانات في الصين". وأجاب قائلا "الأسباب بسيطة للغاية، فإيطاليا ليس لديها سوى عدد قليل من الشركات الكبرى. ولا يتم عادة منح الشركات الصغيرة تكنولوجيات فائقة أو قدرة مالية قوية، ما يجعل تدويلها مسألة أكثر صعوبة".
وأضاف أن الصعوبة الأخرى تكمن في أن "حماية حقوق الملكية مازالت، رغم التقدم الملحوظ الذي أحرزته الصين في هذا الصدد، قضية حساسة للغاية في حوار إيطاليا مع الصين".
-- مناخ أفضل للاستثمار
وأكدت أليسيا باستوري، وهي محامية ومديرة مشاركة في مجموعة (غياني أورجوني جريبو كاليلي وشركاه) ومقرها ميلانو ، أكدت على ضرورة وضع إطار قانوني أكثر راحة في إيطاليا.
وأعربت باستوري، التي تعمل في اتصال وثيق مع شركات صينية منذ قرابة 10 سنوات، عن أملها في أن توفر إيطاليا مناخ استثمار أفضل "لضمان ألا تظل الاتفاقات الثنائية على الورق، وإنما تتجسد إلى عمليات تجارية ناجحة".
وقالت المحامية "باعتبارنا شركة قانونية، نرى إمكانات وفرص ضخمة لإيطاليا من تدفقات رؤوس الأموال الصينية التي للأسف لا تقابل بقدر كاف من التفهم أو الاستثمار من قبل النظام الإيطالي الذي يتحرك ببطء".
وذكرت أن "التيسير التنظيمي والمالي هما السبيل الصحيح لتجاوز تلك المشكلات "، موضحة أن الضرائب ورسوم التوثيق في إيطاليا مرتفعة نسبيا، لهذا يميل المستثمرون الصينيون إلى اختيار دول أوروبية أخرى لبدء أعمالهم في أوروبا".
وقالت باستوري "لقد لاحظت مؤخرا تزايد اهتمام الصين بإيطاليا واستفسارات أكثر تفصيلا من المستثمرين الصينيين. ولكن للأسف، لا استطيع رؤية نفس التحسن في الموقف الإيطالي".
وأضافت أن "إيطاليا عليها أن تعمل بجهد أكبر لاغتنام هذا الزخم الذي تشهده الصين".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn