بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تحليل إخباري: حان الوقت لانتهاء حفلة المراهقين في قلب لؤلؤة الشرق الأقصى

    2014:10:15.16:39    حجم الخط:    اطبع

    بكين 15 أكتوبر / ظلت بعض القوى الغربية السياسية تثق بأن التظاهرات الشعبية التي حصلت في الشوارع ، سلاح فتاك لمهاجمة شرعية حكومات الدول النامية، خصوصا في دول شرق أوروبا وجنوب أمريكا والعالم العربي، حتى ولو في شرق آسيا مثل الصين، لكن وللآسف الشديد، لم تكن الاحتجاجات التي وقعت في شوارع وسط مدينة هونغ كونغ حراكا جماهيريا بالمعنى الصحيح للكلمة، حيث لم تتعد كونها مجرد حفلة مراهقين خريفية عشوائية.

    فقد خاب أمل بعض حيتان الاقتصاد ورجال السياسة الهونغ كونغيين، الذين كانوا يسعون وراء سياسة الأموال السوداء على حساب مصلحة المنطقة الإدارية الصينية الخاصة مثلما حصل في منطقة تايوان الصينية قبل بضعة سنوات ، حيث أرادوا تكرير ما يُسمى بـ "نجاح" حزب الديمقراطية والتطور لتختطف الرأي العام والسلطات من خلال أساليب مارقة منذ العقدين الماضيين ، والتي أسفرت عن تراجع كبير للنمو المحلي لمدة طويلة.

    يلعب الطلاب الجامعيون في شوارع وسط مدينة هونغ كونغ كرة القدم وكرة الطاولة في ذروة حركة المرور ، ويطبخون كما في حفلة التخرج مع الأصدقاء ويرقصون في الليل بصخب على أصوات الموسيقى العالية، صحيح، هذه ليست حفلة للهيبييين على السواحل، بل تظاهرات غير مشروعة في قلب لؤلؤة الشرق الأقصى .

    بالنسبة إلى كل الصينيين، سواء أكانوا في المناطق الداخلية أو منطقة هونغ كونغ، فإنهم عاشوا قلقا دائما عندما رأوا الفوضى التي عمّت منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، لماذا؟ لأنها دائما ما كانت لؤلؤة نفيسة تزين صدر الشرق الأقصى فضلا عن مكانتها الغالية على

    قلوبهم، ولذلك لا يريد الشعب الصيني بمختلف شرائحه أن يخبو بريق هذه اللؤلؤة بسبب أفكار سياسية مجنونة.

    يكرر الصينيون العاديون حاليا سؤالا : ما هي التأثيرات السلبية لأحداث هونغ كونغ ،التي سمتها بعض الوسائل الغربية ب"ثورة المظلة" ، وهي كلمة مخيفة للغاية بالنسبة إلى الصينيين.

    في المقابل ربما تكون التأثيرات الايجابية لهذه الاحداث أكثر من تأثيراتها السلبية، فعلى سبيل المثال، لم تشهد هونغ كونغ حكومة وشعبا خسائر فادحة حقيقية نتيجة للحراك الجماهيري مثل "ثورة الثقافة العظمى" في المناطق الداخلية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ولم تتعلم دروسا من الخسائر الناجمة عن الحراك الجماهيري في منطقة تايوان الصينية منذ عام 1996، كما أنها لا تدرك كيفية تحقيق التوازن بين الديمقراطية وحكم القانون، وكيفية الموازنة بين التنمية والعدالة.

    لقد وقعت نفس الاحداث في البلدان العربية ، وذلك عندما اجتاحها "الربيع العربي" ابتداءا من "ثورة الياسمين" في تونس وصولا إلى الحرب الأهلية التي تدور رحاها في سورية والتي دخلت عامها الرابع مشبّعة بأنهار الدماء والدمار.

    منذ أسبوع ، بدأت أعداد متزايدة من الجماهير والطلاب الهونغ كونغيين بتفهم أن الحراك الجماهيري يمكنه أن يعبر عن آراءهم ،لكنه لن يحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي ظلت تواجههم منذ عودة هونغ كونغ إلى حضن الصين الأم قبل سبعة عشر عاما، وذلك بعد رؤيتهم للخسائر الفادحة التي لحقت بقطاع التجارة والمواصلات المحلية، إضافة إلى تراجع عدد السياح من المناطق الداخلية إلى هونغ كونغ في العطلة الذهبية للعيد الوطني المنصرم، حيث لم تزداد نسبة السياح سوى بأقل من عشرة بالمائة قياسا بالعام الماضي، ولكن منطقة تايوان التي تشجع بعض الأحزاب المتطرفة فيها على الحراك الجماهيري في هونغ كونغ كانت قد جذبت حجما كبيرا من السياح من البر الرئيسي الصيني بنسبة زيادة أكثر من خمسين بالمائة على أساس سنوي، ما يعني العديد من المكاسب لبريطانيا وأمريكا اللتين تؤيدان الحراك الجماهيري المناهض لحكومات الدول النامية في انحاء العالم.

    وكنتيجة لذلك شرع أغلبية المشاركين في أحداث الاحتجاج قبل أسبوعين بمغادرة المظاهرات وعادوا إلى الحياة الطبيعية، فيما بقي بضعة مئات فقط في الموقع، ومن ناحية أخرى لجأ المزيد من المواطنين العاديين الهونغ كونغيين إلى الوسائل المتنوعة لازالة حواجز المرور في وسط المدينة نتيجة لاحداث الاحتجاج اللامشروع من خلال وسائل أخرى ضمن إطار القانون. أليست هذه الظاهرة الجيدة والتأثيرات الإيجابية للتجربة الديمقراطية الحقيقية لهذه الأحداث ، فيجب أن نثق بحكمة المواطنين والمقيمين في هونغ كونغ وبأنهم سوف يحلون المشكلة، وسيفهم الشعب هناك معنى الديمقراطية، وتفهم الحكومة المحلية أن تسوية مشكلات معيشة المواطنين ومشكلة النمو هي مسائل أكبر من مسألة الديمقراطية حاليا بالنسبة إلى هونغ كونغ . وحتى ذلك الحين فقد حان الوقت لانتهاء حفلة المراهقين !

    ما هي الديمقراطية ؟ في دولة اشتراكية مثل الصين توجد مناطق رأسمالية مثل هونغ كونغ وتايوان وماكاو، ها هي الديمقراطية الكبيرة الحقيقية. إن قلب الشعب الصيني واسع بشكل كاف لهذه المناطق الحرة، بينما يتواصل تنفيذ نظام أو أفكار "دولة واحدة ونظامين" في المستقبل بلا شك.

    لكنه ومن ناحية أخرى ، وفي حقيقة الأمر لم تتم عودة هونغ كونغ إلى الصين كما يعتقده المواطنون العاديون، إذ أن القانون الأساسي الذي يلعب دور الدستور بدرجة ما في المنطقة لم يتم تنفيذه بشكل كامل، والمشكلات التي خلفها المستعمرون البريطانيون في هونغ كونغ التي كانت مستعمرة لبريطانيا قبل عام 1997، مثلما فعلوا في البلدان العربية ، لم يتم تسويتها بشكل تام. وذلك يعد سببا رئيسيا وراء اندلاع احداث إغلاق

    حركة المرور في وسط مدينة هونغ كونغ لمدة أكثر من أسبوعين. ومن المتوقع أن تستمر الصراعات الناجمة عن ذلك في هونغ كونغ لمدة طويلة في المستقبل بشكل من الأشكال.

    تقف قوى غربية وراء احداث إغلاق

    المرور للاحتجاج في هونغ كونغ. ولم تعد هونغ كونغ إلى الصين بشكل تام، وخصوصا في مجال التربية والتعليم ، فنفوذ القوى الغربية مثل أجهزة الاستخبارات الأمريكية

    مازالت كبيرة للغاية هناك. فعلى سبيل المثال، واكتشفت الوسائل الإعلامية

    الهونغ كونغية أن في جامعة اللغة الصينية بهونغ كونغ ، وهي أحسن الجامعات المحلية، هيئة أمريكية تحت اسم "مركز أمريكا بهونغ كونغ" تقوم بمساعدة أشخاص من الهيئات الاستخبارية الأمريكية في القنصلية الأمريكية لدى هونغ كونغ، حيث تقوم بتدريبات دورية للطلاب الجامعيين المحليين حيال كيفية تنظيم التظاهرات المناهضة للحكومة بكل دقة، وحتى كيفية التظاهر والبكاء أمام كاميرات الصحفيين الغربيين ، وكيفية التعامل مع الشرطة وغيرها للاستعداد لإشعال نيران الصراع

    في المنطقة ، كما وعدت بتوفير أحسن الظروف لمواصلة دراساتهم في أمريكا وللحصول على تأشيرات للعيش في الولايات المتحدة وغيرها .

    أما بعض الوسائل الإعلامية

    الغربية فتعمل دائما مثل "القرش المتعطش للدماء"، اذ ظلت تنتظر في الموقع وتوجه عدسات كاميراتها إلى ممثلي الطلاب المتخرجين من الدورات التدريبية، إضافة إلى المبالغة في تغطية الأحداث لتشويه صورة الشرطة المحلية وحكومة المنطقة، رغبة منها في تحويل عملية إغلاق

    حركة المرور والحراك الجماهيري إلى ثورة بلون الدم . لكنها خابت في مساعيها ، لن تنجح هذه الخطة في هونغ كونغ هذه المرة، فالصراعات الدموية التي وقعت في بلدة فورغسون بالولايات المتحدة لن تكرر نفسها في هونغ كونغ الصينية.

    على الرغم من كل ذلك، يعتقد المواطنون الهونغ كونغيون بأن هذه الأحداث مازالت " حراكا جماهيريا" كما قال الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ ليونغ تشون يينغ، ومازالت أحداثا شارك فيها عدد محدود من الطلاب المراهقين، فيجب على المواطنين العاديين أن يغضبوا كغضب الآباء تجاه أبنائهم المراهقين المتمردين في فترة البلوغ ، وألا يجعلوا تلك الأحداث ممارسات خطيرة تهدد أمن الدولة كلها ، ولن يتخذوها كشؤون البالغين بكل معنى الكلمة ، وإنما شؤون مراهقين، وبهذا ستنتهي بلا شك هذه الاحداث كانتهاء حفلة المراهقين العشوائية المزعجة والطويلة، وعليهم منحهم صبرا وتسامحا أكبر كما فعلت الشرطة الهونغ كونغية لضمان سلامة أبنائهم والحفاظ عليهم بعيدين عن مؤامرات البالغين، مهما كانوا يطبخون ويلعبون كرة القدم والطاولة ويغنون بصوت عال في منتصف ليلة في وسط أهم شوارع المدينة وتأثيرهم على مصالح جميع المقيمين المحليين، أو أكثر من خمسين ألف عائلة، وشبكة المواصلات

    كلها، فلا توجد ذروة لتحمل وتسامح الآباء حيال أبنائهم الجاهلين لمخاطر دنيا البالغين، أليس كذلك؟ سوف تنتهي حفلة المراهقين في الشوارع بلا شك ولكن بأسلوب المراهقين. وسوف تُجمع النفايات والقمامة بعد مغادرتهم ويتم تنظيف وتطهير الشوارع من قبل المواطنين العاديين الهونغ كونغيين.

    وفي يوم ما من المستقبل، ربما سيشكر أهالي هونغ كونغ هؤلاء المراهقين ، لانهم ، بصفتهم مثالا سلبيا، قد يعلمونهم درسا بشأن كيفية ممارسة الديمقراطية بطريق صحي، طبعا ، من ناحية معاكسة. وبالنسبة إلى البالغين الواقفين وراء المراهقين فالأمر سيكون مختلفا ، فليس أمامهم سوى مواجهة العقوبات القانونية اللازمة جزاء لما اقترفوه من أفعال خبيثة.

    /مصدر: شينخوا/
    تابعنا على