بعد تراجع مستمر منذ 4 أشهر، وصلت أسعار خام برينت يوم 16 أكتوبر الحالي إلى مستوى 83 دولار /برميل أمريكي. وفي هذا السياق، يشير الخبراء إلى أن بطء تعافي الإقتصاد العالمي، والزيادة الكبيرة في الإنتاج الأمريكي من النفط الخام، والتطور السريع للطاقة البديلة وغيرها من العوامل، هي من بين الأسباب الهامة وراء تراجع أسعار النفط.
صعوبة تحقيق آداء جيد على المدى القصير
يرى المحللون، أنه من الصعب على أسعار النفط تحقيق آداء جيدا على المدى القصير. "إذا نظرنا إلى أسعار الخام وإتجاهها من زاوية طويلة المدى، ليس من الصعب ملاحظة أن التراجع الحالي في أسعار النفط بمثابة الهبوط المدوي، وقد تعود الأسعار إلى الإرتفاع القليل مجددا، لكن إجمالا، وبالنظر من زاوية العرض والطلب العالميان وغيرها من العوامل، فإن الأسعار من الصعب أن تشهد إرتفاعا كبيرا على المدى القصير." يقول نيو لي، مدير غرفة أبحاث الإقتصاد الكلي بقسم التوقعات الإقتصادية التابع للمركز الصيني للمعلومات.
عدة عوامل أدت إلى إرتفاع العرض وضعف الطلب
لماذا تشهد أسعار الذهب الأسود تراجعا مستمرا؟ يرى الخبراء أن تباطؤ تعافي الإقتصاد العالمي، وإرتفاع الإنتاج الأمريكي من النفط الخام وإرتفاع حصة الطاقة المتجددة وغيرها من العوامل قد أدت إلى إرتفاع العرض مقابل الطلب في الأسواق العالمية خلال الفترة الأخيرة.
وقام صندوق النقد الدولي في 7 أكتوبر الجاري بتخفيض توقعاته لنسبة نمو الإقتصاد العالمي. حيث توق صندوق النقد بأن ينمو الإقتصاد العالمي بـ 3.8% خلال كامل سنة 2015، مخفضا توقعاته بـ 0.2 نقطة مئوية. وفي هذا السياق، يرى الأستاذ بكلية الصناعة والتجارة بجامعة النفط الصينية دونغ سيوتشنغ، بأن الأسعار الدولية للنفط ونمو الإقتصاد العالمي على ترابط وثيق. فإذا كان الوضع الإقتصادي العام غير جيد، وكان نسق التعافي بطيء، فإن ذلك سيتسبب في سلسلة من التبعات أهمها ه ضعف الطلب على الإستهلاك، كما الطلب على النفط لم يعد بمثل ذلك الزخم الذي كان عليه في السابق، وهذا دفع أسعار النفط إلى التراجع.
يرى نيو لي أنه إلى جانب عامل ضعف النمو الإقتصادي، شهدت بنية العرض والطلب على النفط تغيرا خلال الفترة الأخيرة. "بالنظر من زاوية الطلب، يشهد إقتصاد أوروبا واليابان تباطؤا في التعافي، كما تعيش بعض الدول الناشئة أوضاعا صعبة، وهو مايؤثر على طلب الأسواق العالمية على النفط. ومن جهة العرض، سجل الإنتاج الأمريكي للنفط خلال الفترة الأخيرة إرتفاع كبيرا، ما قلل من تبعيتها للنفط الدولي. ويجب الإنتباه إلى أنه مع التراجع المستمر لتكلفة الطاقة النووية، طاقة الرياح، الطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة الجديدة، شهدت هذه المصادر إنتشارا مكثفا، هذا إلى الجانب، حدوث إختراقات في تكنولوجيا إستكشاف الغاز الصخري وغيره من مصادر الطاقة التقليدية." يشير نيولي.
يضيف الخبراء، ان العوامل الجيوسياسية والدولار الأمريكي هي من بين الأسباب التي لايمكن تجاهلها في تحليل أسعار النفط. "من جهة، أعلنت أمريكا منذ نهاية العام الماضي عن تراجعها عن سياسة التيسير الكمي، ومن ثم دخل الدولار الأمريكي مرحلة الإرتفاع، وقد أدت توقعات السوق بإرتفاع الإحتياطي الفيديرالي إلى ضغوط على أسعار النفط؛ من جهة ثانية، رغم الوضع المضطرب الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، لكن الأوضاع في ليبيا، العراق والسعودية أفضل من بداية العام، ولم يؤدي تدخل "داعش" وغيرها من القوى إلى تأثيرات خطيرة على إنتاج النفط." يقول نيولي.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn