قوات "فجر ليبيا" تشن عملية واسعة للسيطرة على قاعدة عسكرية

طرابلس 30 ديسمبر 2014 / أطلقت قوات "فجر ليبيا" عملية عسكرية واسعة يوم الثلاثاء بهدف السيطرة على قاعدة الوطية الجوية كبرى القواعد العسكرية غرب البلاد ، في محاولة لإخراج قوات ثوار الزنتان وما يسمى بجيش القبائل الموالية للجيش الليبي، المتحصنة في القاعدة منذ نحو شهرين .

وأكد العقيد طيار الطاهر الغرابلي آمر محور عمليات الوطية بقوات "فجر ليبيا" في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن " العملية العسكرية التي بدأت اليوم، تستهدف السيطرة على القاعدة الجوية وتحريرها من قوات الزنتان وجيش القبائل، اللتان تتحصان داخلها. وشهدت العملية اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة ونتج عنها مقتل اثنين من قواتنا، قتلا في منطقة الطريق الصحراوي المحيطة بالقاعدة".

تعد قاعدة الوطية الجوية (عقبة بن نافع)، من أهم القواعد العسكرية غرب ليبيا وأكبرها، حيث تمتد على مساحة تصل إلى 10 كلم مربع، ويفصل بينها وبين العاصمة طرابلس (140) كلم في الجنوب الغربي، وتسيطر عليها قوات تابعة لثوار الزنتان وجيش القبائل منذ نوفمبر الماضي، وهي قوات موالية للجيش الليبي.

وكان الجيش الليبي قد حذر المواطنين من الاقتراب من مواقع التي تتمركز بها قوات فجر ليبيا لأنها ستكون هدفا ًمشروعا لسلاح الجو.

وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي كبير في ظل وجود برلمانيين وحكومتين في الشرق والغرب الأولى معترف بها من قبل المجتمع الدولي والثانية معلنة من جانب واحد، ولم تحظى باعتراف ، ووصفها البعض بإنها حكومة ظل للجماعات المسلحة، التي سيطرت من خلال جماعة "فجر ليبيا" على العاصمة طرابلس.

من جهته، يشكك العميد أحمد الحسناوي الضابط السابق بالجيش الليبي في جدوى عملية السيطرة على قاعدة الوطية الجوية، ويصفها بـ "خطوة غير مجدية" عسكرياً ، من قبل جماعة فجر ليبيا.

وأضاف الحسناوي في اتصال هاتفي مع ((شينخوا)) "بالرغم من أهمية القاعدة كونها تملك مساحة هائلة، وأنها ستقوم بقطع الإمداد عن قوات الزنتان وتمنع سلاح الجو من استخدامها لضرب أهداف غرب البلاد ، لكن ذلك ليس مجدي من الناحية العسكرية، حيث سيتطلب تأمينها قوات كبيرة، ويجعلها في مرمى القوات المنسحبة منها، وبالتالي سيتم استنزاف قوات فجر ليبيا، وسنظل في حالة مفرغة من الكر والفر ، واستعادة وسقوط القاعدة في أكثر من مرة".

ومضى قائلاً "العمليات العسكرية بين الطرفين، لا يمكن سوى تصنيفها بإنها معارك استنزاف تضعف الأطراف وتكبد كل طرف خسائر كبيرة في العناصر البشرية، وبالتالي إحتمالية دخولها في نفق الحرب الطويلة التي ستخلف خسائر ستفوق خسائر حرب التحرير ضد القذافي".

هذا ولا يمكن حصر الخسائر البشرية في صفوف الطرفين جراء النزاع المسلح الذي بدء في الـ13من يوليو الماضي، لكن تقديرات غير رسمية تؤكد سقوط أكثر من خمسة الآف قتيل خلال الأشهر الستة الماضية تقريبا.