بيروت 12 يناير 2015 / بدأ وفد وزاري عربي برئاسة وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، اليوم (الإثنين) زيارة إلى بيروت للتضامن مع لبنان في مواجهة الإرهاب والنزوح السوري، بعد يومين من التفجيرين اللذين استهدفا مقهى في منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية وأوقعا تسعة قتلى و35 جريحا.
ويضم الوفد الوزاري العربي بجانب وزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، كل من وزير الخارجية الموريتاني أحمد ولد تكدي رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
وفي مستهل الزيارة التقى الوفد الوزاري العربي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وجرى البحث في "ما هو مطلوب من الدول العربية لمساعدة لبنان في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي، وكذلك الإنساني والخدمات العامة المثقلة بأعداد كبيرة من السوريين في لبنان"، حسب ما قال وزير الخارجية الكويتي.
وتابع الصباح في تصريح صحفي بعد لقاء بري، "نحن كوفد عربي سعداء لزيارة لبنان وللقاء المسؤولين فيها، وقد نقلنا رسالة دعم وتأييد من أعضاء الدول العربية إلى لبنان .هذه الرسالة التضامنية العربية هي للجهود اللبنانية للأمن والاستقرار في لبنان ولمواجهة أيضا الأعباء الثقيلة تجاه النزوح للأعداد الكبيرة من الأشقاء السوريين إلى لبنان".
وأضاف "لقد استفدنا من ملاحظات وأفكار نبيه بري، وسوف نستكمل البحث مع القادة اللبنانيين ونرفع تقريرا إلى وزراء خارجية الدول العربية لعرضها على القمة العربية القادمة".
ومضى قائلا "أؤكد بأن جميع الدول العربية على اتم الاستعداد لتقديم العون والدعم لأشقائنا في لبنان في كل ما يعزز من استقرارنا وأمننا، وكلنا نتطلع في الدول العربية إلى أن يكون الرئيس اللبناني حاضرا مع أشقائه في نهاية شهر مارس القادم في مصر".
وفشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس للبلاد منذ شهر ابريل الماضي ليستمر الفراغ في سدة الرئاسة منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 مايو الماضي.
كما أجرى الوفد محادثات منفصلة مع كل من رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، ووزير الخارجية جبران باسيل.
وأعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية اللبناني، أنه تم "الاتفاق مع السلطات اللبنانية على خطة ليست فقط عسكرية انما اجتماعية وفكرية ودينية وعلمية وثقافية لمواجهة الارهاب".
من جهة اخرى، أكد أن جميع الجهات منهكة في سوريا، مشيراً الى معاناة 13 مليون شخص في سوريا 9 منهم في الداخل و4 في الخارج .
وقال إن اجتماعا سيعقد في مصر وآخر في موسكو للبحث في امور الازمة السورية.
وأشار العربي الى ان مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا لديه فكرة حول تجميد القتال في بعض المدن السورية خاصة في (حلب)، مشددا على انه "لن يكون هناك حل في سوريا سوى الحل السياسي".
من جانبه، قال الوزير اللبناني إن "العاطفة العربية هي التي ابقت لبنان بهذا الدفء"، منوها ب"الاهتمام العربي بالاستقرار السياسي في لبنان."
وأكد أن "لبنان لا يريد الوقوف ضمن محاور عربية متصارعة كما أنه لا يتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية ومنها البحرين ويريد ان يكون دائماً مصدر ارتياح ودعم للدول العربية."
وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله قد انتقد قبل أيام مواقف السلطة البحرينية تجاه المعارضة في الداخل البحريني.
وأكد باسيل أن "دور لبنان هو تشجيع الحوار والتفاهم بين الدول، والمستفيد الأول من كل الخلافات العربية/العربية هو إسرائيل".
واضاف "كان هناك تأكيد على أن الحل الوحيد لأزمة النزوح السوري هو الحل السياسي"، آملاً في أن "تكون كل المبادرات بالامم المتحدة قد تؤدي إلى قناعة ونتائج عملية للحل السياسي الذي سيكون أول المستفيدين منه هو لبنان الذي يدفع اثمان باهظة جدا نتيجة هذه الازمة".
ووصل وفد الجامعة العربية إلى بيروت في وقت سابق اليوم في زيارة للبنان.
وتأتي هذه الزيارة بعد يومين من مقتل تسعة أشخاص وإصابة 35 آخرين في تفجيرين انتحاريين استهدفا مقهى في منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية مساء السبت.
وتبنت (جبهة النصرة) المرتبطة بتنظيم القاعدة، التفجيرين عبر أحد حساباتها على موقع (تويتر)، في حين حمل وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق مسؤولية العملية لتنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف اعلاميا بـ (داعش).
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn