دمشق 16 يناير 2015 / أكد ماهر مرهج رئيس حزب الشباب الوطني السوري المعارض يوم الجمعة أن بدء الحوارات السياسية من شأنه أن يخفف من وتيرة العنف الدائر في البلاد ، ويؤسس لحل سياسي للأزمة السورية ، مشيرا إلى أن الحكومة الروسية "جادة في إيجاد حل سياسي عبر لقاء موسكو التشاوري ، وهناك إرادة دولية بشأن ذلك" .
وقال مرهج في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (( شينخوا)) بدمشق وردا على سؤال حول اللقاء الذي سيعقد في موسكو أواخر الشهر الجاري ، قال إن " بدء الحوارات السياسية سيخفف من وتيرة العنف، ويؤسس لحل سياسي للأزمة السورية " ، مؤكدا أن العنف الموجود حاليا لم يعد بين السلطة والمعارضة ، وإنما هناك تنظيمات إرهابية مدعومة من دول غربية وإقليمية مثل "داعش" و"جبهة النصرة" ، وهما لا يريدان أي حوار مع أي جهة ، ولديهما أجندة خاصة.
وأضاف القيادي السوري إنه " ليس بالضرورة أن يكون لكل تيار سياسي معارض جناح عسكري ، كي يجلس الى طاولة الحوار ليسمع رأيك "، مبينا " اذا كان لديك صوت معتدل باستطاعتك إقناع الكثيرين بالدخول في عملية مصالحة أو حوار وهذه التجربة لمسناها في عدة مناطق في سوريا عبر المصالحات"، مؤكدا أن لقاء موسكو التشاوري، من شأنه أن يجمع تلك الأطراف المختلفة في الرأي من أجل توحيد الرؤى حول مواصلة الحل السياسي للأزمة السورية.
وردا على سؤال فيما إذا كان لقاء موسكو سيحقق تجفيف منابع التمويل للإرهاب ، قال مرهج إن " لقاء موسكو سيضمن لنا الجدية في الضغط على القوى الدولية في مجلس الأمن الدولي أو خارجه بالتخفيف من الدعم للجهات المسلحة أو تضمن بعض النتائج التي ستتمخض عن هذا اللقاء سواء من الجهات الاقليمية او الدولية أو من جهة الضغط على النظام وإجباره على التقيد بما تم الاتفاق عليه" .
ويشار إلى أن موسكو تحظى بموثوقية عالية لدى الحكومة السورية، وتستطيع أن تضغط عليها لجهة تنفيذ أي اتفاق يمكن أن يصدر عن اللقاء، كما أن موسكو لديها علاقات هامة مع بعض الدول الغربية، ولديها ضمانات منها بشأن البدء بحل سياسي ينهي الأزمة السورية التي دخلت عامها الرابع منذ منتصف مارس 2014.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية دعت المعارضة السورية إلى المشاركة في اللقاء التشاوري الذي سيعقد في موسكو الشهر الجاري .
وتتهم سوريا دول غربية وإقليمية بأنها تدعم مجموعات مسلحة بالمال والسلاح ، وتدفع بهم للقتال في الداخل السوري ، وقد حذرت أكثر من مرة من عودة هذا الإرهاب إلى تلك الدول في حال لم توقف دعهما لهم .
واعتبر رئيس حزب الشباب الوطني السوري أن إعلان بعض القوى المعارضة عدم مشاركتها في اللقاء التشاوري بموسكو هي "خطوة غير بناءة، تهدف إلى عرقلة أي مبادرة من شأنها التوصل إلى صيغة سياسية تنهي العنف الذي أنهك البلاد " ، مؤكدا أن "روسيا جادة بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية بتوافق دولي غير ظاهر " ، مشيرا إلى أن هناك " توافق أوروبي وإقليمي وهناك إرادة دولية بإيجاد حل سياسي" .
وأعلن الإئتلاف السوري المعارض وتيار بناء الدولة السورية المعارضة عدم مشاركتهم في هذا اللقاء التشاوري في موسكو ، رغم توجيه الدعوة لهما .
وأعرب القيادي السوري عن تفاؤله بعقد اللقاء التشاوري في موسكو، مؤكدا أن التفاؤل نابع من الجدية التي تعمل عليها الحكومة الروسية، وأخذ فكرة الحل السياسي على محمل الجد .
وأعلنت الخارجية السورية الشهر الماضي استعدادها للمشاركة في اللقاء التمهيدي التشاوري الذي سيعقد في موسكو لحل الأزمة السورية، شريطة أن يكون منصبا على مكافحة الإرهاب والمحافظة على وحدة وسلامة الأراضي السورية ويحقق طموحات الشعب السوري .
وكانت روسيا دعت إلى عقد حوار سوري سوري يجمع الحكومة السورية مع أطياف من المعارضة السورية في موسكو.
وتنص المبادرة الروسية على عقد مؤتمر في موسكو يجمع بين أطراف المعارضة، من داخل وخارج سوريا، وفي المرحلة الثانية يعقد مؤتمر في دمشق بين النظام وممثلي هذه المعارضة، على أن يتم البحث في المرحلة الانتقالية.
واعتبر مرهج أن مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا " ليست بعيدة عن المبادرة الروسية وهي تتكامل مع المبادرة الروسية وهي تخلق غطاء سياسيا عاما يخلق تغيرات جذرية في بنية النظام من ناحية خلق مناخات لتغيير الدستور وإصدار قوانين " .
وأشار إلى أن مبادرة دي ميستورا تتعامل مع القوى على الأرض سواء من الجهة الداعمة دوليا أو من خلال المقاتلين أنفسهم الموجودين على الأرض السورية ، مؤكدا أن حزبه يؤيد " تجميد القتال في حلب أولا ، مع أن تمتد لتشمل مناطق أخرى ليعم الأمن والاستقرار والعمل على جانب المصالحات المحلية" .
واقترح دي ميستورا في أكتوبر الماضي أفكارا بخصوص " تجميد القتال في حلب" .
وكان الرئيس السوري قد أكد خلال لقائه دي ميستورا في دمشق نوفمبر من العام الماضي بأن مبادرة الأخير " جديرة بالدراسة" .
وأشارت المصادر المقربة من دي ميستورا بأن مبادرته ستتم على ثلاث مراحل ، الأولى فتح معابر بين مختلف أرجاء المدينة بإشراف أممي، والثانية إعادة الخدمات الأساسية للدولة في الأحياء الواقعة تحت سيطرة المسلحين، والثالثة منح عدة خيارات للمجموعات المسلحة.
والجدير ذكره أن حزب الشباب الوطني المعارض، والمشكل منذ ثلاث سنوات، وجهت له الدعوة من قبل الحكومة الروسية للمشاركة في لقاء موسكو التشاوري ، وأعلن مشاركته في اللقاء.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn