اختصر الرئيس الاميركي باراك اوباما برنامجه المقرر في الهند وألغى زيارته لتاج محل ليتوجه الى السعودية يوم 27 يناير الجاري في زيارة استغرقت اربع ساعات تقريبا التقى خلالها بملك السعودية الجديد سلمان بن عبد العزيز.
عقد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي باراك أوباما أول قمة بينهما بعد تسلم الملك سلمان مقاليد الحكم، وشملت المباحثات الحرب على تنظيم " الدولة الاسلامية"، الوضع في اليمن، الازمة السورية والقضية النووية الايرانية. وقال اوباما أنه يأمل في مواصلة الحفاظ على العلاقات الوثيقة بين أمريكا والسعودية. وباعتبار الاخيرة دولة محورية في منطقة الشرق الاوسط، فإن اتجاهات نموها في ظل القيادة الجديدة تتلقى اهتمام كبير من قبل دول العالم.
ويعتقد بعض المحللين أن التعاون الدولي يمثل اولوية السعودية بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز عرش المملكة. وأن حضور ممثل عن ايران في جنازة الملك عبد الله اشارة ايجابية لتحسين العلاقات بين ايران والسعودية، وتوقعات على نطاق واسع أن يستجيب الملك سلمان لذلك. ويعتقد المحللون أن الملك سلمان ينظر حاليا في امكانية التعاون مع ايران لمحاربة الخطر المشترك المتمثل في " الدولة الاسلامية".
وقال اوباما في مقابلة صحفية أن السعودية مفتاح حل القضايا المعقدة في الشرق الاوسط. وأن تعزيز الملك سلمان للتعاون الدولي شرط من شروط التنمية وحماية الاستقرار الداخلي .
لقد أعلن الملك سلمان مساندته سياسة وزير النفط علي الـنعيمي، مما يدل على أن السعودية سوف تحافظ على نفس سياستها النفطية، وستبقى المهيمن على سوق النفط الدولي.،و لا يمكن أن تمنع استمرار انخفاض اسعار النفط الخام الحالية. في السنوات الاخيرة، استثمرت السعودية بكثافة للحفاظ على الأمن القومي وتحسين المستوى المعيشي في ظل عدم الاستقرار الاقليمي، ويأتي هذا الانفاق الضخم من عائدات النفط. وشهدت السعودية زيادة الانفاق المالي خلال الفترة من 2010-2013 بنسبة 52% للوصول الى 265.2 مليار دولار امريكي. وتشير البيانات إلى ضرورة أن يصل سعر النفط الى 90 دولار للبرميل من أجل محافظة السعودية على ميزانية متوازنة. وإن قدرة السعودية على مواجهة اثار انخفاض اسعار النفط الدولية حاليا سبب عدم تدخلها وإيجاد حل للمشكلة. وقال مسؤول سعودي، أن الاقتصاد السعودي يمكن أن يستمر لمدة عامين في حال انخفاض اسعار النفط. ومع ذلك، فإن استمرار انخفاض اسعار النفط دون مستوى 50 دولار للبرميل على المدى الطويل، حتما سوف يكون له آثار سلبية على الاقتصاد السعودي.
ومن ناحية أخرى، قد تصبح الاصلاحات في العديد من المجالات اتجاه حكم الملك سلمان. وقال محمد بن سليمان بن محمد الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي في منتدى التنافسية الدولي الثامن الذي عقد في مدينة الرياض يوم 26 يناير الجاري، أن السعودية بحاجة ماسة الى كفاءات التي تستخدم التقنية الجديدة من شانها تحسين ظاهرة الاسراف والتبذير الحالية. مضيفا، إن 75%، من الوظائف تركز على الحكومة وهو وضع وصفه بأنه "غير عادي". والشباب بحاجة الى فرص عمل اكثر مرونة.
علاوة على ذلك، يحتاج الملك سلمان الى تعزيز الاصلاحات لحل الخلافات الملكية. وأن تعيين وريثا للعرش من الجيل الثالث، اي أحفاد الملك المؤسس، عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وتمهيد الطريق للانتقال السلسل للسلطة ليس تحديا صغيرا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn