بكين 12 فبراير 2015 / أكد عمر أحمد عدي البيطار سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى بكين إن إحياء الصين لطريق الحرير يعزز ثقافة السلام والتعاون بين الأمم، قائلا إن بلاده تنظر إلى مشروع "الحزام والطريق" بعين التفاؤل والأمل لتحقيق تعاون اقتصادي واستثماري مشترك في مختلف المجالات.
وصرح البيطار في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الخميس) أنه "لا شك بأن فخامة الرئيس شي جين بينغ مدرك تماما لدروس التاريخ وأهمية استثمار الممارسات والتجارب الناجحة عبر الزمن، فقد كان طريق الحرير متعدد المسالك وقد أصبح أسلوبا للحياة ومصدرا للرزق"، مضيفا أنه "كان جسرا أيضا بين الحضارة الصينية وحضارات وثقافات شعوب الغرب المحيطة بالصين، خاصة حضارة الشعوب العربية".
كان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد طرح عام 2013 مبادرة" الحزام والطريق"، مؤكدا أن الصين ستعمل على تسريع بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 بهدف تطوير علاقات الشراكة مع الدول الواقعة على طول الحزام والطريق وتعزيز التعاون معها. وبعد ذلك بعام واحد فقط قامت الصين بتأسيس صندوق خاص بقيمة 40 مليار دولار أمريكي لتمويل المشروعات ذات الصلة بالمبادرة، كما أعرب البنك الآسيوي للاستثمار في البني التحتية المشكل حديثا عن عزمه دعم هذه المبادرة الطموحة.
وقد أشار السفير البيطار إلى أنه من خلال هذا الطريق أدركت كافة الشعوب بمرور الوقت فوائد التبادلات التجارية وأهمية تبادل المعرفة فيما بينها، مؤكدا أن "طريق الحرير أصبح متعدد المنافع ورسخ مفاهيم جديدة لدى الشعب الصيني ساهمت في تعزيز المكانة المرموقة للصين بين الدول والشعوب منذ فجر التاريخ، فأصبحت هذه الشعوب تحترم وتقدر هذا الرمز الهام ألا وهو طريق الحرير".
ومضى السفير الإماراتي يقول إن "إعادة إحياء هذا الطريق مع هبوب رياح التغيير في العالم إنما يحيي الأمل ويعزز ثقافة السلام والتعاون بين الأمم، فلا شك أن سياسات الصين اليوم ترتكز على دروس وعبر الماضي، وأنها بإحيائها لطريق الحرير تدرك أهمية المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، كما تعزز مكانتها ودورها بين الأمم لقيادة الدول النامية في المرحلة القادمة، علما بأن ارتباط الصين بالعرب إنما ينبع من شعور وإدراك بوحدة المصير وتشابه الظروف والآمال".
وفي معرض حديثه عن الخطوة الأولى لمشروع "الحزام والطريق" والمتمثلة في تحقيق الترابط بين الدول المشاركة فيه، قال البيطار إنه "بطبيعة الحال، فإن التطور التكنولوجي في مختلف مناحي الحياة اليوم يفرض نفسه"، حيث لم تعد الدواب "الجمال والبغال" الوسيلة للترحال كما كانت عليه في الماضي، بل تلعب المواصلات الحديثة دورا بارزا لتحقيق رؤية "الحزام والطريق" وتعمل على ربط الدول والمدن بل والقارات.
وأضاف أن "وسائل المواصلات اليوم متعددة، ومنها السيارات والقطارات والطائرات والسفن، ويتحتم بالتالي العمل على تطوير البنية التحتية التي ستساهم بلا شك في تحقيق الغاية من إنشاء الحزام والطريق. ولهذا فإن بناء شبكات الطرق والسكك الحديدية وكذلك المطارات الحديثة وتطوير الموانئ البحرية عبر الدول يصبح هدفا ووسيلة في آن واحد حيث يمكن من خلاله تحقيق نمو اقتصادي كما يوفر فرصا هائلة للعمل على مدى سنوات طويلة".
ومضى البيطار يقول "علما بأنه من الضروري ــ مع تزايد عدد السكان ــ العمل على بناء مدن جديدة وحديثة ومتكاملة، وكذلك العمل على تطوير المدن القائمة حاليا لإتاحة الفرص بالتمدد السكاني بما في ذلك بناء المساكن والمدارس والمستشفيات وشبكات الاتصال، وبهذا تصبح هناك فرص استثمارية جيدة للمشاركين في المشاريع الإنمائية ، ولكن لابد من تعديل القوانين لتصبح أكثر مرونة وتتيح للجميع المشاركة المتساوية والآمنة".
وفي هذا السياق، ذكر السفير الإماراتي أن دولته بموقعها الجغرافي المتميز وبنيتها التحتية والخدمية المتفوقة جعلت منها شريكا استراتيجيا هاما للصين، كما تعتبر الإمارات الشريك التجاري الثاني للصين في منطقة الشرق الأوسط، بل هي الأولى باستبعاد النفط من المعادلة، وهي الوجهة الأولى للبضائع الصينية في المنطقة والوجهة السياحية المفضلة للصينيين، علما بأن الجسر الجوي المتميز من جانب الإمارات ساهم بربط الصين بدول المنطقة بشكل أقوى وأفضل كما عزز من الاقتصاد الصيني".
وأضاف أن "هناك أكثر من أربعة آلاف شركة صينية مسجلة في الإمارات بالإضافة إلى أن أكبر جالية صينية في المنطقة تعيش وتعمل في دولة الإمارات، ولهذا فقد تزايد حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الخمس الماضية بشكل كبير، وبلغ بنهاية عام 2014 أكثر من خمسين مليار دولار أمريكي، ويتوقع أن يفوق ستين مليار دولار بنهاية عام 2015".
وأكد البيطار قائلا "لهذا فمن الطبيعي أن تنظر الإمارات إلى مشروع الحزام والطريق بعين التفاؤل والأمل لتحقيق تعاون اقتصادي واستثماري مشترك في مختلف المجالات ".
وفي الوقت نفسه، أشار السفير الإماراتي إلى أنه "مازال هناك حاجة لفهم أبعاد وتفاصيل المشروع من الناحية الاقتصادية، لهذا أقترح أن يتم صياغة المشروع وتوثيقه على ورق، بما يشمله ذلك من تحديد لدول الطريق والحزام، بالإضافة إلى توضيح المشاريع المقترحة، وذلك لكي يتمكن المهتمون به من الإطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة وتحديد مساهماتهم".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn