النقد الدولي: الجزائر تواجه تراجع أسعار النفط من موقع قوة

الجزائر 12 فبراير 2015/ قال مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في صندوق النقد الدولي أحمد مسعود اليوم (الخميس) إن الجزائر تواجه فترة تراجع أسعار النفط في السوق العالمية من موقع قوة بفضل احتياطاتها المالية الكبيرة.

وأوضح مسعود، في تصريح للصحفيين عقب مباحثات أجراها مع وزير التجارة الجزائري عمارة بن يونس بالعاصمة الجزائر، "إن الجزائر استغلت فترة ارتفاع أسعار البترول لتطوير وتعزيز هامش المناورة ومن المهم القول اليوم إن الجزائر تواجه فترة تراجع الأسعار من موقع قوة".

واعتبر أن هامش المناورة الذي تملكه الجزائر "مهم" وأن احتياطات النقد "المريحة" التي تملكها الجزائر "ستسمح لها بالانتقال إلى هذا الوضع الجديد (تراجع أسعار النفط) بصفة تدريجية".

ودعا مسعود الجزائر إلى إجراء إصلاحين ضروريين لمواجهة التحولات المستقبلية، ويتعلق الأمر بالتقوية المالية والاقتصادية بحيث يتم تكييف نفقات ومداخيل الدولة مع سعر بترول في حدود 50 و 70 دولارا للبرميل بدل 100 دولار للبرميل.

أما الإصلاح الثاني الضروري فيتعلق بتنويع اقتصادها من خلال تنويع الصادرات وتطوير الصناعة والمؤسسات العمومية والخاصة وتعزيز الشراكة مع المؤسسات الأجنبية إلى جانب تحسين مناخ الأعمال الذي يتطلب حسبه إصلاحات هيكلية.

وكان وزير المالية الجزائري محمد جلاب صرح بأن الحكومة تتابع بـ"اهتمام كبير" تطور أسعار النفط وأن الوضع لحد الآن "تحت السيطرة".

وقال "إن الحكومة أخذت بعين الاعتبار كل الاحتمالات الممكنة بشأن تراجع أسعار النفط بما في ذلك أسوءها".

وأكد أن "الحكومة تتعامل مع تراجع أسعار البترول بهدوء" بفضل تعزيز المؤشرات المالية خلال سنوات العقد الأخير على غرار مستوى الديون الخارجية المنخفض والحجم الكبير لاحتياطي الصرف.

وأوضح جلاب أن هذا الوضع سيمكن الاقتصاد الجزائري من تعزيز قدرته على مواجهة الصدمات الخارجية على المدى الطويل لكنه اعترف بـ"صعوبة" تقديم توقعات دقيقة في إشارة إلى توقعات صندوق النقد الدولي الذي كان قد قدر في أكتوبر 2014 سعر برميل البترول الجزائري بـ 104.7 دولار ليراجعه بعد شهر إلى 89 دولارا ثم إلى 59.7 دولار في يناير 2015.

يذكر أن احتياطي الجزائر من النقد الأجنبي بلغ 185 مليار دولار أمريكي حتى يناير 2015.