ذكرت وسائل الاعلام الافغانية يوم 13 فبراير الجاري أن حلف شمال الاطلسي (الناتو) بقيادة قوة المساعدة الأمنية الدولية انهى مهامه القتالية في افغانستان، ولكن نشر الكثير من افراد القوات الامريكية مؤخرا بهدف القضاء على هجمات المتشددين في الليل. ففي الآونة الاخيرة، ادت الاعتداءات على المنازل ليلا الى خسائر كبيرة وتعميق المخاوف لدى المواطنين بشأن وضع افغانستان في المستقبل. وأشار بعض المحللين الى أن مواضيع وقضايا تعصف بالحرب التي قادتها امريكا ضد أفغانستان، فبالرغم من أن الحرب قد انتهت الآن ، إلا أن هناك العديد من المخاوف حول الوضع الامني والنظام الاجتماعي وإعادة البناء الاقتصادي في افغانستان.
أولا، ينتاب العالم مخاوف من أن يؤدي الانسحاب الامريكي الى زيادة تدهور الوضع الامني في افغانستان. وتسببت التصريحات الغامضة التي صرح بها عدد من المسؤولين الامريكيين بشأن طالبان مؤخرا قلقا واسع النطاق. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إريك شولتز في مؤتمر صحفي عقده في آواخر الشهر الماضي، أن حركة 'طالبان' ليست جماعة إرهابية، وإنما جماعة متمردة مسلحة، على عكس تنظيم "القاعدة". وقد اثارت هذه الرسالة جدلا واسعا في داخل افغانستان.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الأفغانية، ادت الهجمات المسلحة الى سقوط عدد كبير من الضحايا في افغانستان خلال السنوات الأخيرة و70% من هذه الهجمات نفذتها حركة طالبان وشركائها. بالاضافة الى ذلك، فإن الحرب في افغانستان ليس فقط لم تنجح في القضاء على طالبان، وأنما زاد عددهم ايضا. وإن تفريق البيت الابيض بين طالبان والقاعدة جعل للانسحاب مبرر، ويمكن الاعلان عن الانجازات ايضا، وترك المجال للاتصال بطالبان افغانستان مستقبلا.ومع ذلك، يرحب البعض في داخل افغانستان بهذا الصوت،ويعتقدون أنه سيساعد على تعزيز محادثات السلام بين طالبان والحكومة الافغانية، وتعزيز عملية المصالحة في اسرع وقت ممكن.
ثانيا،وقوع العديد من المعدات العسكرية الامريكية في ايدي المتشددين بعد عملية الانسحاب العسكري الامريكي من افغانستان، يؤدي الى خلق اضطرابات اجتماعية. وأصدرت وزارة الدفاع الامريكية مؤخرا تقريرا يبين خسارة امريكا ما يقارب 420 مليون دولار من المعدات العسكرية، بما في ذلك السيارات والأسلحة المتقدمة، ولكن نوع المعدات والزمان والمكان ا الفقدان لم يذكر في التقرير ، ولا حتى من المسؤول عن ذلك.
وقال وزير البترول والتعدين الافغاني جمعة محمد محمدي، أن بقايا المعدات العسكرية الامريكية قد تم دفنها، إما عن طريق تدفقها في الاسواق السوداء، أو بيعها لبعض السكان المحليين الاسلحة على أيدي موظفين في القاعدة العسكرية، حيث بات المقتني والبائع للمعدات العسكرية لا يواجه أي عقوبات حتى ولو عثرت عليه الشرطة. كما ان هناك العديد من محلات بيع المعدات العسكرية الامريكية المهربة بالقرب من مدينة بيشاور الشمالية الغربية قرب الحدود بين باكستان و أفغانستان، وتشمل الخناجر العسكرية، المناظر العسكرية واجهزة الرؤية الليلية وغيرها. كما أن هناك مواقع بيع المعدات العسكرية علنا. وقال المحللون أنه بسبب فقدان المعدات العسكرية وإعادة بيعها وعوامل اخرى ن تركت امريكا ارث معدات عسكرية في ايدي مسلحين، وخلق ظروف للهجمات.
ثالثا، الغموض والإسراف في تمويل امريكا لأفغانستان يثير مخاوف بشأن اعادة البناء الاقتصادي. ووفقا لتقارير نشرتها شبكة سي ان ان ووسائل اعلام اخرى ، استثمر الجيش الامريكي بكثافة في افغانستان، إلا أن السرية في استخدام المال سهل انتشار الفساد. وقالت احد الشركات الامريكية التي تعمل على اعادة الاعمار في افغانستان، أن الكونغرس الامريكي خصص على الاقل 65 مليار دولار لغرض تدريب قوات الامن الافغانية، واكثر من 104 مليار دولار لإعادة اعمار افغانستان، ومع ذلك، فإن تبذير المال كبير جدا بسبب عدم وجود تدابير شاملة لمكافحة الفساد. وإن عدم كشف وزارة الدفاع الامريكية عن معلومات ذات الصلة، وعدم تقييم الاموال اللازمة لإعادة اعمار افغانستان، يصعب تفسير اين تذهب الاموال لدافعي الضرائب. وتحت الضغوطات، اعلنت امريكا مؤخرا عن مجموعة من البيانات حول اعادة الاعمار في افغانستان.
حاليا، لا يزال الاقتصاد الافغاني هشا وبعيدا عن تحقيق الاكتفاء الذاتي، وحسب تقديرات البنك الدولي، تنفق الحكومة الافغانية اكثر من 60% من المساعدات الدولية. وقال ناجي باحث في العلاقات الامريكية ـ الافغانية في معهد الدراسات الاستراتيجية الاسلامية في إسلام آباد، أن الدول الغربية بما فيها امريكا وعدوا بتقديم المساعدات كبيرة لأفغانستان، ومع ذلك فإن التبذير والغموض في هذه المساعدات أو الظروف السياسية سيؤخر عملية اعادة البناء الاقتصادي في افغانستان.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn