تعليق: انضمام فرنسا إلى التحالف الدولى ضد تنظيم "الدولة الاسلامية".. تأثير رمزي أكثر منه عملي

ألقت طائرات "رافال " التي اقلعت من على متن حاملة الطائرات "شارل ديغول" المتمركزة شمال الخليج العربي يوم 23 فبراير الجاري أولى قنابلها بعد ايام قليلة من بدء مشاركة حاملة الطائرات في العمليات العسكرية ضد تنظيم " الدولة الاسلامية" في العراق.وقد كانت حاملة الطائرات الفرنسية قد وصلت قبل ايام الى الخليج العربي في مهمة جمع المعلومات الاستخبارية، وضرب معاقل تنظيم " الدولة الاسلامية" في العراق، وتقديم الدعم الجوي للمسلحين الاكراد في العراق.

ووفقا لتقارير وسائل الاعلام الفرنسية، وصلت حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" إلى الخليج العربي قبل اسبوع واحد من بدأ العمليات العسكرية. وتحمل السفينة 12 مقاتلة "رافال" و9 طائرة هجومية من طراز " Super Etendard"، وطائرات استطلاع اوكس واربع طائرات هليكوبتر. وقد اعلن وزير الدفاع جان إيف لو دريان رسميا عن بدأ مرحلة جديدة من مكافحة تنظيم " الدولة الاسلامية". وقال:" نحن هنا بقوة ومع الكثير من الارادة للمشاركة في محاربة تهديدات تنظيم " الدولة الاسلامية" التي لا تزال مستمرة رغم العمليات العسكرية على مدى الاشهر الستة الاخيرة لاحتواء زخم هجمات التنظيم ".

وجدت فرنسا نفسها أمام وضع هجمات ارهابية خطيرة للغاية بعد الهجوم على صحيفة شارلي إبدو في يناير من هذا العام وسقوط عشرات من القتلى والعديد من الاصابات. وفي وقت لاحق، عززت فرنسا مستوى التأهب الامني في البلاد، و التدابير الشاملة لمحاربة الارهاب. وكون أن المتورطين في الهجوم الارهابي جميعهم ذات صلة بالمتطرفين الفرنسيين العائدين من الشرق الاوسط، ولهم علاقة بالجماعات الاسلامية المتطرفة في المنطقة ،جعل فرنسا اكثر تصميما على تعزيز التعاون الدولي ضد الارهاب والالتزام باستمرار تنفيذ عمليات مكافحة الارهاب في الخارج، في محاولة لخنق مصدر التهديد الارهابي. وفي هذا السياق، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إن حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" سترسل الى الشرق الاوسط، لزيادة تعزيز حملة مكافحة تنظيم " الدولة الاسلامية. كما أوضح وزير الدفاع الفرنسي في خطابه يوم 23 فبراير الجاري قائلا:" ان هذا التهديد المتمثل بالإرهاب يريد ان يلحق الاذى بمواطنينا ومصالحنا وقيمنا. وردا على ذلك، فان فرنسا ستبدي حزما مطلقا".

والجدير بالذكر ان بعض المحللين اشاروا الى ان تأثير ارسال فرنسا ابرز قواتها البحرية رمزي اكثر منه عملي. حيث لا تزال امريكا تهيمن على العمليات العسكرية المشتركة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية"، وأن فرنسا لا تزال تلعب لعبة " التآزر" . ووفقا لما ذكرته صحيفة 'لوفيجارو' الفرنسية ، اعترف قائد مجموعة قتالية انه من الناحية العسكرية، لا يمكن لحاملة الطائرات " شارل ديغول" وحدها تغيير الوضع. لكن انضمام فرنسا الى حلفاء امريكا في اكبر عملية عسكرية ضد تنظيم " الدولة الاسلامية" سوف يعزز من مستواها ضمن التحالف الدولي ضد الارهاب، كما ان هذه الخطوة تبين دعم فرنسا لدول ذات الصلة بمحاربة الارهاب في المنطقة.

في الواقع، انخرطت فرنسا في العمليات العسكرية المشتركة من القوات متعددة الجنسيات في الحرب على تنظيم " الدولة الاسلامية" منذ سبتمبر العام الماضي،وكان التحالف الدولي قد شن اكثر من 2000 ضربة جوية على اهداف تنظيم " الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا، من بين 90% من الجيش الامريكي منتشر في الخليج العربي، كما شاركت فرنسا في عمل عسكري ضد العراق فقط. ومن المتوقع، أن تبقى حاملة الطائرات " شارل ديغول" ثمانية اسابيع فقط في المنطقة للتوجه بعد ذلك الى الهند لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع البحرية الهندية.