تعليق: تدخل أمريكا في بحر الصين الجنوبي صيد في الماء العكر

بكين 9 أبريل 2015 /دفع تعليق لوزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر في الآونة الأخيرة بشأن بحر الصين الجنوبي كثيرين يتساءلون عما إذا كانت البلاد التي تعلن نفسها "محور السلام" في العالم حريصة حقا على المياه الهادئة.

وخلال زيارة اختتمت لتوها إلى اليابان قال وزير الدفاع الأمريكي كارتر إنه "قلق على نحو خاص" بشأن جهود الصين لاستصلاح الأراضي في بحر الصين الجنوبي.

ولم تتجاهل التصريحات غير المسؤولة التي تتهم الصين بإقامة "أفق عسكرة هذه المواقع" فحسب حقيقة أن مشروعات الاستصلاح كلها تشمل جزرا تخص الصين أو في مياهها الإقليمية لكنها أيضا تمثل أحدث اختراق للالتزام الأمريكي بعدم الانحياز لطرف في قضية بحر الصين الجنوبي.

وانتهكت واشنطن مرارا تعهدها بالبقاء على الحياد فيما يتعلق بالنزاعات في بحر الصين الجنوبي. علاوة على ذلك فهي لم تفوت فرصة أبدا للحديث عن "تهديد الصين" عندما يتعلق الأمر بالقضية وتحاول تحريض الدول الأخرى على الصين.

ينطلق مثل هذا السلوك من الافتراض الأمريكي بأن الصين بثقلها الاقتصادي العالمي حاليا قد تسعى إلى اسقاط التفوق الأمريكي الحالي في السياسة الدولية والوجود العسكري الأمريكي الساحق في الكثير من المناطق.

بيد أن الحقيقة هي أن الصين تحترم التزامها بالتنمية السلمية ولا تريد أبدا التنافس على النفوذ مع الدول الأخرى بما فيها الولايات المتحدة.

لكن الولايات المتحدة بنفوذها السياسي الفريد وقوتها العسكرية لا تزال مصابة بجنون العظمة تجاه الصين ربما لأن القوى العظمى تعاني شعورا كامنا بانعدام الأمن.

علاوة على ذلك وعلى الرغم من أنها دخيلة جغرافيا باتت الولايات المتحدة متطفلة على نحو متزايد حينما يتعلق الأمر ببحر الصين الجنوبي.

ونظرا لهوسها بتقريع الصين يظهر التدخل الأمريكي في قضية بحر الصين الجنوبي أن ما يسمى "محور السلام" يثير المياه ويصطاد في الماء العكر.

وبالنسبة لدول جنوب شرق آسيا التي لديها خلافات مع الصين بشأن بحر الصين الجنوبي عليها أن تحترس وتعرف أن الولايات المتحدة لديها دوافع خفية وراء التدخل المتكرر في القضية.

وتصب المصالح العليا للأطراف المعنية في قضية بحر الصين الجنوبي في ايجاد حل سلمي بأنفسهم بدلا من الاملاء من قوى خارجية قد تهرب ببساطة دون أي ضرر إذا تحولت النزاعات إلى صراعات.