بنك الصين، خطى التدويل لاتتوقف

بدأ بنك الصين من شانغهاي، وعرف خلال تطوره مسيرة صعبة، أما الآن فتنتشر فروعه في مختلف زوايا العالم، ففي مدينة المال بلندن، تمكن بنك الصين من زرع جذوره عميقا لنجو 90 عاما،أما فرع البنك في باريس الذي يقع بجانب برج إيفيل، فقد أصبح جسرا للتعاون التجاري والإقتصادي الصيني الفرنسي، وفي النصف الجنوبي للكرة الأرضية، تمكن فرع بنك الصين بسيدني من تقوية وجوده في المدينة، وأصبح سندا قويا للشركات الصينية،.....حيث يمكن القول أن بنك الصين يعد بطاقة الأعمال التي تتعرف من خلالها 42 دولة ومنطقة على الصين.

يعد بنك الصين في الوقت الحالي البنك الصيني الأكثر تدويلا وتنوعا، وقد نجح في دخول "البنوك الأكثر أهمية على مستوى النظام"، وهو أول بنك يتم إختياره من الأسواق الناشئة، كما يأتي سابعا في الترتيب العالمي لـ "أكبر 100 بنك في العالم"، ليعرض قوة القطاع المصرفي الصيني للعالم.

ظل بنك الصين خلال السنوات الأخيرة، يعمل على تقوية الإدارة الدولية، مارفع من مكانته العالمية. في هذا السياق، يظهر تقرير بنك الصين لعام 2014، بلوغ قيمة أرباحه بعد الضريبة 177.198 مليار يوان، محققا زيادة بـ 8.22% على أساس سنوي، كما بلغت أصوله في الخارج 745.07 مليار دولار، وقدرت أرباحه قبل الضريبة بـ8.656 مليار دولار، محققة زيادة بـ 29.91% على أساس سنوي، مايمثل 27.41% من إجمالي قيمة أصول المجموعة و22.98% من الأرباح قبل الضريبة.

منذ تأسيسه، عمل بنك الصين على إتباع طريق الإدارة الدولية، وتمكن في الوقت الحالي بأن يصبح البنك الأكثر تدويلا والأكثر تنوعا في الصين. وإلى حدود مارس الماضي، بلغ عدد فروع البنك في 42 دولة ومنطقة أكثر من 620 فرعا، ويأتي بنك الصين في المرتبة الأولى على مستوى حصة السوق في التسوية باليوان الصيني العابرة للحدود.

الجدير بالذكر، أن بنك الصين يلعب دورا هاما في تدويل اليوان الصيني، حيث نجح في إصدار سندات باليوان الصيني فى سنغافورة،سيدني ولوكسمبورغ،كما ساعد بريطانيا، أستراليا، كندا، وماليزيا على إصدرا سندات باليوان الصيني، وهو دفع قدما بقوة تأثيره في السوق العالمية.

دخلت أعمال بنك الصين في الخارج في سنة 2014 فترة النمو الأكثر سرعة والأفضل جودة منذ تأسيسه. ومع تحول إستراتيجية "الحزام والطريق" إلى مكون هام في منظومة الإقتصاد المنفتح التي تسع الصين لتأسيسها، بادر بنك الصين للمشاركة في هذه الإستراتيجية. وفي الوقت الحالي، قام بنك الصين بتأسيس فروع له في 16 دولة واقعة على خط "الحزام والطريق"، كما يعمل في الوقت الحالي على إنشاء فروع له بدولتين أخريين.

من المتوقع أن تتجاوز قيمة التجارة الصينية مع دول "الحزام والطريق" خلال السنوات العشر القادمة 2.5 تريليون دولار، كما من المتوقع أن تتراوح القيمة المتراكمة للإستثمارات الأجنبية المباشرة بين 300 مليار و400 مليار دولار. في هذا السياق، يشير رئيس مجلس إدارة بنك الصين إلى أن " بنك الصين ظل دائما بنكا دوليا، كما إن إستراتيجية الحزام والطريق ستوفر له مزيدا من الفرص. " ومن المتوقع أن يمول بنك الصين مشاريع في البنية التحتية على "الحزام والطريق" لاتقل قيمتها عن 20 مليار دولار، خلال سنة 2015 فقط.