وفقا لوسائل إعلام تركية، قامت شرطة الحدود التركية مؤخرا بإعتقال أكثر من 100 أجنبي حاولوا عبور الحدود التركية السورية بطريقة غير شرعية، بما في ذلك عناصر صينية ضالعة في الإرهاب. و قد عكس هذا التحرك مضاعفة تركيا لجهودها في ضرب مساعي المقاتلين الأجانب في عبور أراضيها، كما جاء إستجابة للنداءات التي أطلقها المجتمع الدولي منذ فترة طويلة.
تعد تركيا دولة كبرى في الشرق الأوسط، وعلى مدى القرون الماضية كانت لديها تطلعات كثيرة. لكن منظمة الإنتربول، لاحظت خلال السنوات الأخيرة، بأن تركيا قد تحولت إلى أهم دولة عبور لآلاف المقاتلين الأجانب للمشاركة في الحرب في سوريا والعراق. في حين كانت الحدود الأردنية مع كل من سوريا والعراق أكثر هدوءا. الأمر الذي يوحي بوجود شيء غير عادي. وقد قامت مسؤولة السياسة الخارجية للإتحاد الاوروبي، فريديرسيا مورغيني، بإنتقاد الجهود التركية التي وصفتها بـ"غير الكافية" في السيطرة على الحدود التركية مع سوريا.
يرى محللون أن ذلك يعد إحدى الطرق التي تستعملها تركيا في التأثير على الوضع في الشرق الأوسط. وإذا كان هذا صحيح، فإن هذه الطريقة غير موفقة، لأنها في النهاية، تبقى غير مشرفة، كما من الممكن أن تعود بالضرر على تركيا نفسها. فالإرهابيون أصبحوا محل إدانة مختلف شعوب العالم، وأي علاقة بين سلوك دولة ما ومنظمات إرهابية، حتى وإن كانت هذه العلاقة ضبابية، فإنها ستسيء لصورة هذه الدولة. ولاشك أن تركيا تدرك ذلك جيدا.
لا تتردد تركيا عن الإعلان عن إستعدادها تحمل المسؤوليات الدولية، وقد إتخذت في هذا الجانب العديد من الإجراءات. لكن الموقف التركي من تسلل المقاتلين على حدودها مع العراق وسوريا لم يشهد تغيرا فعليا، وهو ما يسهل على المرء الإعتقاد بأن تركيا تبدي تساهلا في هذا الجانب، ما أعطى المجتمع الدولي إنطباعا سيئا عن تركيا، بأنها تقول "شيئا وتفعل شيئا آخر". لذا، فإن تركيا بحاجة لأن تبذل المزيد من الجهود، ليرى المجتمع الدولي المزيد من النتائج الفعلية، ولكي يتخلص نهائيا من الآثار السلبية.
تعد الصين إحدى ضحايا تراخي سيطرة تركيا على حدودها. حيث أفادت بعض التقارير الصحفية التركية مؤخرا، بأن تنظيم داعش قد أسس مركزا لإستخراج الجوزات المزورة، وقام بإستخراج 100 ألف جواز تركي مزور، تسرب من بينها 50 ألف جواز على الأقل إلى الصين. وهذا شيء يدعو إلى القلق.
وقد أظهرت الأخبار المتوالية منذ العام الماضي عن إعتقال دول جنوب شرق آسيا لمتسللين صينيين، يمتلك الكثير من بينهم جوزات سفر تركية مزورة، في محاولة لعبور الأراضي التركية ودخول سوريا والعراق للإنضمام إلى داعش. وهناك جزء كبير من هؤلاء المتسللين متهمون بالإهراب، وتدفقهم إلى أي مكان سينجم عنه أضرار كبيرة. وإذا حصل هؤلاء الإرهابيين على تدريبات وإكتسبوا خبرة القتال تحت راية داعش، فإن عودتهم ستمثل خطرا كبيرا على الأمن العام لمختلف دول جنوب شرق آسيا.
من جهة أخرى، كشفت المحاضر العلنية عن مشاركة مواطنين أتراك بشكل مباشر في التنظيم والتدبير لعمليات تهريب صينيين، مثل حادثتي التهريب التي وقعتا مؤخرا في شنغهاي وقوانغتشو، والتي شهدت مشاركة 10 و9 أتراك على التتالي، ووفقا للقانون الصيني، قد يواجه هؤلاء المواطنين الأتراك عقوبة السجن لعدة سنوات. وهناك بعض الحالات التي شاركت فيها السفارات التركية، حيث قدمت دعمها للمهربين، مثل حادثة التهريب التي وقعت على الحدود الصينية الفيتنامية، والتي شهدت تدخل السفارة التركية في الفيتنام بشكل مباشر.
أما أنشطة تهريب الإرهابيين الصينيين فهي كثيرة، وتركيا تتحمل فيها مسؤولية لا يمكنها التملص منها. وقد قامت الصين خلال العام الماضي بتعزيز التشاور والتعاون مع تركيا حول مقاومة الإرهاب، آملة أن يلعب ذلك دورا أكثر أهمية على مستوى عمليات التهريب ذات الصلة بالإرهاب.
هناك البعض في تركيا، لم يخرجوا إلى الآن من وهم"القومية التركية"، ولازالت أنظارهم تعبر العديد من الدول، لتتسلط على شينجيانغ الصينية التي تبعد عن تركيا آلاف الأميال، والتجاوب مع الإنفصاليين هناك. وقد إستمر نفوذ "تركستان الشرقية" عشرات السنوات في تركيا، وحصلت على بعض التعاطف داخل الأوساط السياسية والشعبية، ما دفعها للمخاطرة والتحول إلى ثالوث"إنفصالي"، "إرهابي"،"متطرف".
سواء بالنظر من زاوية المصالح التركية، أو مصالح الصين وغيرها من الدول، على تركيا أن تمتنع عن توفير أي ملاذ للإرهابيين، بل يجب أن تتخذ إجراءات أكثر صرامة لضرب الإرهاب.
هناك إمكانيات كامنة كبيرة أمام المصالح المتبادلة والفوز المشترك بين الصين وتركيا تنتظر التفعيل. ونحن لا نأمل أن يقوم بعض الإرهابيين بتحطيم هذه الإمكانيات.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn